الحرب الثانية على "الجنوب العربي" التي شنتها القوى اليمنية المتصارعة على السلطة في صنعاء لاعادة تقاسم الجنوب واندلعت في ربيع 2015 باسم قوات الحوثي وقوات عفاش بدعم ايراني وادت الى تدخل دول التحالف العربي بضربات جوية في 26 مارس من نفس العام استفاد منها الحراك الوطني الجنوبي الذي تحول الى مقاومة جنوبية شعبية عارمة تمكنت من احكام سيطرتها على معسكرات قوات الاحتلال منذ يناير 2015 وحتى 23 مارس واصبح الجنوب وطنا محررا من القوات اليمنية التي غزته واحتلته عام 1994م..
لا شك ان الحرب الثانية التي شنتها فرق الحرس الجمهوري والامن المركزي والفرقة الاولى مدرع وقوات الحوثي كانت فوق طاقة المقاومة الجنوبية على التصدي لها لانعدام السلاح لديها وجاءت الضربات الجوية للمقاومة الجنوبية هدية من الله وبفضله ثم بفضل تلك الضربات وصمود المقاومة الجنوبية وتلاحمها مع الشعب الجنوبي تحقق النصر بتكاليف بشرية جنوبية باهضة وتكاليف في بنيته التحتية بما احدثته هذه الحرب العدوانية من دمار وخراب لاعادة احتلال الجنوب العربي لم تحدث مثلها حتى في الحرب العالمية الثانية .. وتم دحر الغزاة في 14 يوليو 2015م وسط فرحة عمت ارجاء الجنوب العربي من شرقه الى غربه وكان يجب على دول التحالف وقد ادركت ان الجنوب العربي هو خط الدفاع الاول عن أمنها وأمن شعوبها ان تساعد الشعب العربي الجنوبي على اعادة قيام دولته بنظام جديد ورشيد لكن عوضا عن ذلك صدرت جملة من الفاسدين باسم الشرعية التي عادت من فنادقها في الخارج وهي رافعة نفس الشعار الوحدة اليمنية او الموت وهو ماتتمنى ايران أن يبقى الجنوب بيد الشمال تحت حكم اي طرف شمالي لايهمها لان هدف ايران هو الجنوب واستقلال الجنوب لا يعطيها اكثر من علاقات ديبلوماسية عادية في افضل الاحوال بينما بقاؤه بيد الشمال يجعله بيدها ورهن اشارتها وقت الشدة واللزوم ومن هنا طالت الحرب وارتفعت التكلفة على دول التحالف ومازالت الحرب مخيمة على الجنوب ولا ارى نصرا قريبا للشرعية اليمنية المنتشرة بين ايران وقطر وتركيا والرياض والقاهرة.. وذلك ماقد يؤدي الى تغيير التحالفات لتكون بوضوح اكثر ضد الجنوب وضد دول التحالف نفسها ولكي لا افرط في التشاؤم اكتفي بهذه السطور, فمازالت سود الليالي هي عنوان لحرب بات الخلل الفني يعصف حتى بالطائرات فيها نتيجة لطول طيرانها وتكراره.. وامسى مستقبل هذه الحرب مجهولا ومفتوحا على كل الاحتمالات ..
علي محمد السليماني
8 يناير 2018م