يا عيباه يا هادي

آخر مسمار في علاقة الشراكة بين قوى الثورة الجنوبية وما يسمى بالشرعية اليمنية بعد قرارات الرئيس هادي الأخيرة التي أطاحت بثلاثي المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الشرعي لشعب الجنوب وهم:

1ـ الدكتور ناصر الخبجي، محافظ محافظة لحج.

2ـ فضل الجعدي، محافظ محافظة الظالع.

3ـ مراد الحامي، وزير النقل.

ولذلك أقول إن كانت تلكم القرارات هي من صنع هادي وبإرادته الحرة فهي مصيبة، وإن كانت تلك القرارات العدائية المستهدفة لقوى الثورة الجنوبية تملى عليه بكرةً وأصيلا من القوى المحيطة به والمنضوية تحت شرعيته فالمصيبة أعظم، وفي كلتا الحالتين هادي هو من يتحمل مسؤولية ذلك.

عجباً من أمر هادي الذي يصب جام غضبه على قوى الثورة الجنوبية وهم من أبناء جلدته أولاً، ودعاة حق مشروع ثانياً، فهم ليسوا من انقلب عليه في صنعاء وحاصره في قصره وفرض عليه الإقامة الجبرية، وإنما هم من رحب بقدومه إلى عدن بعد هروبه من صنعاء، وحاربوا من حاربه، وحرروا عدن وأخواتها في الجنوب من الغزاة الجدد (الحوثي عفاشي) إلا أن هادي، وللأسف الشديد، قد تنكر لكل تلك الجمائل ورد بالحسنة السيئة.

ولذلك نجد بأن سياسة هادي تجاه قوى الثورة الجنوبية هي نسخة طبق الأصل لسياسة علي عبدالله صالح، وإن اختلف الشعار، فالأول قام بإقصاء كافة الجنوبيين من أعمالهم العسكرية والمدنية ما بعد حرب 94م، الأمن كان موالياً لنظام الاحتلال اليمني وباسم الوحدة، واليوم فإن ما يقوم به هادي هو نفس ما قام به عفاش بالأمس، ولكن باسم الشرعية، فما أشبه الليلة بالبارحة، ولذلك نقول لهادي: يا عيباه تعادي من وثق بك، وتتحالف مع من غدر بك، ولم تستفد مما جرى لمن كان قبلك. وصدق الله القائل: “إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".

*- محمد سعيد الزعبلي – الأيام