لا تختلف قرارات الرئيس هادي الأخيرة كثيرا عن القرارات السابقة.
قبل الولوج في قراءة خلفيات وأبعاد وانعكاسات هذه القرارات وخاصة على الوضع الجنوبي … من المفيد وفي مقدمة لابد منها التذكير بأن متخذ القرار لا يكون بالضرورة هو نفسه صانع القرار .
فصانع القرار هو المطبخ السياسي أو الإعلامي أو حتى الإداري العامل أو المحيط بمتخذ القرار .
لذلك يأتي القرار إلى حد بعيد معبرا عن صانعه: الطباخ النظيف يصنع طبخة نظيفة. أما الطباخ الفاسد فلا يصنع إلا طبخة فاسدة وربما سامة .
في الدول التي تحكمها المؤسسات فأن صانع القرار وهو في الغالب يعتمد على رأي مراكز البحوث والدراسات وأجهزة الدولة المختصة بالقرار … يقترح أكثر من بديل -ثلاثة على الأقل- مرفقة بتقييم دقيق للحيثيات والايجابيات والسلبيات لكل بديل ليختار متخذ القرار -الرئيس مثلا – احد تلك البدائل الأقل كلفة والأكثر فائدة .
أما في الدول الدكتاتورية ومنها الحالة اليمنية السابقة والحالية… فإن صانع القرار لا يضع في حسبانه غير تقديم خيار واحد وحيد يجمع ما بين مصلحة الحاكم والمطبخ ليقنع الحاكم وكأن القرار قراره الشخصي أولا وأخيرا.
في الموقف من الجنوب وقضيته فإن مطبخ الرئيس هادي هو مطبخ إصلاحي مؤتمري معادي للجنوب وبشكل استفزازي مفرط في الخصومة يعمل كل ما من شأنه منع أي تقارب أو تعاون لجنوبيي الشرعية مع المجلس الانتقالي الجنوبي.
ماهي حيثيات واهداف وتداعيات القرارات الرئاسية الأخيرة ؟
هذا ما سأحاول ان شاء الله أن أجيب عليه في منشور لاحق حتى لا أطيل عليكم ومراعاة لخصوصيات الفيس بوك .