لقد كانت المقاومة الجنوبية هي السباقة في صنع الانتصارات قبل غيرها، وذلك من خلال صمودها الأسطوري، وعزمها الفولاذي، وإرادتها الجبارة، وإيمانها المطلق بعدالة قضيتها، وبوفائها الصادق للوطن، وتضحياتها الجسام أثناء مقاومة الغزو الثاني (الحوث عفاشي) للجنوب عام 2015م.
تلكم الانتصارات التي تُوِّجت بطرد الغزاة الجدد وتحرير عدن الحبيبة وأخواتها في الجنوب، إلا القليل منها، ولولا المؤامرات الدنيئة من قبل بعض الأطراف، التي هي في ظاهرها ضد الانقلابيين وفي باطنها تعمل لصالحهم وضد الجنوب، لتحررت بيحان وعسيلان شبوة، ومكيراس أبين في الأشهر الأولى من الغزو كما تحررت عدن وأخواتها، ولكنها المؤامرة التي فعلت فعلها.
واليوم بفضل الله تعالى أولا، ثم بفضل المقاومة الجنوبية وشباب النخبة الشبوانية، ودعم التحالف العربي قالت المقاومة الجنوبية كلمتها في تحرير بيحان، إلا أن العجيب في الأمر هو ما نسمعه من بعض الأقوال التي تنسب تلك الانتصارات إليها حين تقول لقد استطاعت قوات الشرعية اليمنية تحرير بيحان من التواجد الحوثي، ولم تشر تلك الأقوال إلى المقاومة الجنوبية لا من قريب ولا من بعيد، حسدا من عند أنفسهم، وهذا ما دأبت عليه تلك الأبواق التي تحاول دوما سرقة انتصارات المقاومة الجنوبية.
ولذلك أقول لأولئك المهلوسين “لو كانت في شمس كانت من أمس”، ولو فيكم خير لحررتم مناطقكم الشمالية من الحوثيين من أمس الأول، ولكنكم لم تفعلوا شيئا طيلة ثلاثة أعوام متتالية سوى من تبة إلى تبة، وهو ما عرف عنكم بمقاومة وجيش التباب عاما بعد عام، وهو ما أغضبتم به التحالف العربي وخيبتم آماله بالرغم من الدعم السخي والمتواصل لكم، والذي لم يجنِ التحالف من ثماره شيئا.. إلى متى يا هؤلاء؟
فكفوا عن هذيانكم وأقوالكم الرخيصة، وموتوا بغيظكم، فالمقاومة الجنوبية هي من صنعت الانتصارات ونفذت وعدها وأوفت بعهدها للتحالف العربي، وردت الوفاء بالوفاء لأهل الوفاء، وهذه من صفات وأصالة شعب الجنوب الأبي، فتحية لشعبنا الجنوبي العظيم ومقاومته الباسلة، والرحمة لشهداء الجنوب الأبرار، والشفاء للجرحى بإذن الله تعالى، والحرية للأسرى والمعتقلين، والحمد لله رب العالمين.