التصفيق السياسي

2017-12-20 07:23

 

كل موهبة فنية أو أدبية تلاقي جزاء عملها بالتصفيق نجم كرة القدم يجد تصفيقا مكثفا جراء تحقيقه للهدف ، وكذا الفنان الذي يثير في الجمهور حماسة التصفيق لكل أغنية دغدغت عواطفهم.

 

وكبار الممثلين يجدون نفس التصفيق على أي دور يهز مشاعر الجمهور، والسياسة التي كانت بعيده عن هذا المجال ، دخلت مجال التصفيق ، بل واحتكرت التصفيق بعد أن سرقته من أجواء المسارح الأدبية والفنية والرياضية.

 

والسياسي قد يتصف بالذكاء ولكنه ذكاء (مهطيغ) ، يتحمس لقضية ولكنه يعجز عن الاستمرار في حماسه، ويقرر مصير العمال وهو لم يعمل يوما في حياته وعندما يجد نفسه مهددا بسبب أخطائه يقول وبصورة مصطفة ، انه لا يتأثر بالتهديد، طالما وقد اتخذ قراره الخاطئ بعد دراسة عميقة استوحاه من ضميره.

 

وازدادت بشاعة السياسي حين تميز عن الآخرين في ملبسه ومأكله أما سيرته المتعالية فقد أعطته فخرا بل وحنون عظمة حين تفرش له السجاجيد الحمراء.

 

ومثال على ذلك انه قبل حضور هذا السياسي إلى احد المعاهد التي كان يفترض أن يلقي كلمة سياسيه أمام طلابها، جاء احد المدرسين وقعد على الكرسي المخصص (للنبلاء) فجاؤه نادلا) يخدم الحاضرين فقال للجالس على الكرسي بكلمات تخلوا من اللياقة (قم من هذا الكرسي) انه مخصص لأحد النبلاء.

 

ثم جاءه صوتا آخر (لنادل) دعه يجلس فهو نبيلا في بلاده، رجع الأستاذ واحترم نفسه وقال (للنادل) أنا سلطان في بلادي ، ولا يشرفني أن اقعد على كراسي النبلاء.

 

السياسيون لو تعرفوا معظمهم لم يأتوا من بيوت أرستقراطية لها باع طويل في التمرس السياسي تأتي معظمها من الأحياء الفقيرة وذات المؤهلات المتدنية خاصة بحكم ظروف البلدان التي تزداد فيها الانقلابات السياسية في البلدان النامية.

 

وهذه حالة منتشرة في أقاصي الدول المتأخرة اقتصاديا لكن الكثير من هذه البلدان تعدت هذه الحالات وأصبحت بلدان عصريه يؤشر لها بالبنان واخذ التصفيق دوره في كل مجالات الأدب والفن والمسرح والسياسية .

 

وفي بلادنا زالت مراكز الأدب والثقافة والمسارح وأقفلت دور العرض السينمائية ولم يعد لها جمهور من المصفقين حتى الفنانين لم يعد يستمتعوا بالتصفيق ، لأنهم انقطعوا عن الغناء ولم يروج لهم أغانيهم لا في الإذاعة ولا في التلفزيون.

 

بينما جمع السياسي تصفيقات المسرح والسينما والفن وحولها إلى جانبه واحتكرها لنفسه.

 

لقد تأخرت بلادنا ولم تعد ميدانا للتصفيق فاختفت المواهب الفنية والأدبية والهندسية والتنموية وبدلا عنهما راجت وراجت فصاحة السياسي الذي يتصنع لباقته السياسية الذي وهو مدعي سياسي ولم يأت من نبته من البيوت السياسية ولكنه اتخذ من الشكل السياسي لا الجوهر في يحصد الكثير من التصفيق.