في الثلاثين و الخمسون من القرن الماضي ، كانت تعيش عدن حاله من الهدوء و الاطمئنان لم يشهد التاريخ لها مثيلاً ، لان عدن كان يحكمها احفاد الكابتن هنز ، و عساكر حكومة عدن .. الذين يظلون يحرسون شوارع و منازل و ممتلكات( العدنيين ) ، ليس بالبنادق و لا بالعربات المدرعة ، بل يحرسونها بعصي طويلة تسمى البامبو ، و عصى قصيرة و غليظة و تسمى ( السي دي ).
و من جهة أخرى كان تعيش في عدن جماعات من الذين يطلق عليهم حالياً ( البلاطجة ) يعيشون في الجبال على طريقة ( الخُط ) في الافلام المصرية ، وهم مطلوبون للعدالة ، ولهذا كانوا ينزلون في الليل إلى عدن وينفذوا خططهم ثم يعودوا إلى الجبال حيث مسكنهم و مأكلهم و مسروقاتهم .
و حين البوليس يلقي عليهم القبض ، يحاكموا ثم يرحلوا من مدينة عدن حيث كان يطلق عليهم ( المزفرين ) و تأخذهم سيارات الشرطة إلى خارج مدينة عدن و يمنع دخولهم الى عدن من جديد .
في هذه الفترة عاش الشاب القوي البنية ( علي هيرو ) و اسمه الحقيقي علي صالح و اشتهر بأسم ( علي هيرو ) وهو صومالي الجنسية لكنه من مدينة عدن حيث ولد في مدينة كريتر ، و عاش و ترعرع في كوخ خشبي ( صندقة ) بالقرب من فندق و مطعم العامر في الوقت الحاضر ، وعمل سائق في إدارة مياه عدن.
سلاح ( علي هيرو ) كانت العصى ، يصارع بها أي من كان يحاول العبث بسكينة مدينة عدن.
و تجده ينجد كل من طلب عونه و مساعدته ، فاذا واجه احد المواطنين تحدياً مع خصمه وكان الخصم قوياً ، وتم ضرب المواطن و طرحه أرضاً ، يأتي من يخبر ( علي هيرو ) بالقصة فيقوم علي هيرو بواجبة بتلقين الخصم درساً لاينسى في المضرابة.
و إذا صاحت امرأة في عدن وقالت يا هيروواه ... يا معتصماه ، فتجد نفسها وقد نجدها علي هيرو وخلصها من أي ظلم تعرضت له .
و الزعيم علي صالح ( هيرو ) لم يكن بلطجياً بلغة هذا اليوم ، بل كان ( انسانياً ) و وطنياً خدم استقرار مدينة عدن بتعاونه مع شرطة ( كريتر ) و تلجأ اليه الشرطة في بعض الاحيان لكي يساعدها على فض الاشتباكات التي تنشب بين الفرق المتخاصمة في عدن ، فقد كانت لديه هو الاخر فرقته العضلية التي تحسم معركته مع من يعكروا صفوا استقرار مدينة عدن .
لكن هذه الايام نجد ( بلاطجة اليوم في عدن ) يتولوا هم انفسهم اثارة الشغب و تحويل عدن الى ساحات لحمامات الدم ، فيقومون بعمل يتناقض مع ما كان يفعله ( علي هيرو ) الذي كان يقف مع السلطة في نشر الهدوء و الاستقرار ، ومن هذه الناحية يتناقض علي هيرو مع البلاطجة في الوقت الحاضر ، من حيث انهم يوجهون سلاحهم الى ( الدولة ) و عناصر الامن و ينتهكون حرمات ممتلكات الناس .
ولو كان علي هيرو على قيد الحياة ، فأنه سيرفض اعمال بلاطجة اليوم في عدن جملة وتفصيلاً ، ويطالب السلطات بضرورة توفير سيارات حمول لنقلهم خارج مدينة عدن كالذين كانوا ( مزفرين ) ايام مستعمرة عدن .
وكان بعصاه الغليظة يتغلب على سلوك بلاطجة هذا الزمن ، لان الزعيم علي هيرو كانت له سمعه يرتعد منها كل من تصل اليه التهديدات الحيرويه.
فهل تحتاج عدن في الوقت الحاضر علي هيرو جديد مع انصاره من الشبان المفتولة عضلاتهم و الذين لا يأبهون الموت و يواجهون الازمات و يقضوا على مدبريها في اسرع وقت.
وبهذه المقالة ارجوا ان تدعوا معي ان يغفر الله للزعيم علي هيرو الذي خدم سكينة مدينة عدن ، وحمى أمنها و استقرارها و سجل لنفسه و انصاره تاريخاً وطنياً لحماية عدن ، حتى ولو صارت اعماله في الايام السابقة بانها ( سوقيه ) ولكنها بأخلاق ذلك الزمان الجميل في عدن.