أفضى صالح الى ماقدم وحسابه كشخص حيث هو الان .. هذا صحيح .. لكن الحاله الكارثيه التي وصل اليها اليمن بسبب سياسات ثلث قرن أمضاها صالح كحاكم لليمن لن تتركها الاقلام ولن يغفلها التاريخ ومثلما سالت دماء كثيره خلال سنوات حكم صالح ستسكب أحبار كثيره وتكتب صفحات وصفحات لمحاكمة مرحلة صالح أمام محكمة التاريخ ..
وبعد :
انتهى علي عبدالله صالح نهايه يتوقعها كل مدرك ومتيقن ومؤمن بحتمية أن النهايات تشبه البدايات وان النتائج بمقدماتها وكان من الممكن ان تتم هذه النهايه على يد أي حليف أوخصم لافرق وفي اي وقت او أي مرحله ذلك لان صالح صعد الى الواجهه على جثث واشلاء وشيد حكمه وسلطته على أعمدة واساسات من المكر والخداع ليس للشعب اليمني فقط وانما لكل حلفائه واعدائه على السواء في جميع مراحل حكمه .. رقص على الثعابين كما قال هو .
علي عبدالله صالح وبمسدسه الشخصي قتل الحلم اليمني المتمثل في الشهيد ابراهيم الحمدي وسدد له طعنات بجنبيته ليتاكد انه تم القتل ليتفرغ بعدها لقتل مشروع الدوله الوطنيه المدنيه الذي خطط وسعى له ابراهيم الحمدي ورفاقه اللذين قام بتصفيتهم صالح فيما بعد .
اشارة هنا فقط للتذكير بكيفية صعود علي عبدالله الى حكم اليمن وما تلا ذلك لايقل فضاعه ومأساويه عنه حيث قام صالح بتنظيم حلقات حوله من كل عاهات التخلف وعتاولة الفساد وشذاذ الافاق تحت مسميات مختلفه والقاب متعدده ليبادلهم ويبادلونه الحمايه من أي ردة فعل للقوى الوطنيه الصادقه ويقاسمهم ويقاسمونه مص عرق البسطاء والمنتجين من ابناء اليمن تحت بنود مختلفه ليس اولها الوظائف المتعدده ولا اخرها الهبات من ولي الامر.
علي عبدالله صالح حكم اليمن بشبكات وعلاقات وتحالفات ظاهره وخفيه تحت القانون وفوق القانون في حدود المقبول وخارج حدود المعقول .. قاد البلاد الى نهايات كارثيه وفشل وطني ومأسي بتداخل القبلي والعسكري والديني والجهوي ..والان وبعد رحيله سيجد اليمنيين امامهم مهام شاقه لتفكيك الشبكات والتداخلات ولن يكون من السهل تربيع الدوائر او تدوير المربعات .
صحيح ان الكثير من الوجوه ستغادر المشهد او قد غادرت بالفعل وان تحالفات ستختفي واخرى ستظهر لكن ثقافة المكر والخداع والفساد التي نشرها واصلها علي عبدالله صالح ستسعف الكثيرين للعمل بها للخروج من المأزق وبموجبها سيغير الكثيرين الوانهم وشعاراتهم وقد يبدلون ملابسهم وعمائمهم لكنهم لن يبدلوا منهج فسادهم وانانيتهم .