اللهم لا شماتة بموت الطاغية عفاش، هذا من ناحيتي فقط، ولن أشمت بما حصل له أبداً.. ليس رأفة أو تعاطفاً، ولكن ذلك طبع لديّ، فأنا لم أشمت بأحد ولن أشمت بإذن الله مدى الحياة.
ورغم أنه ليس منكراً الاحتفاء بذهاب الطغاة والبغاة إلا انني أكرر مرّة أخرى اللهم لا شماتة.
في اليمن فقط بإمكان الحواة والسحرة أن يقنعوك أو يحاولوا أن يصوروا لك بأن “البالوعة” عين ماء عذبة..!.
في اليمن فقط بإمكانك أن تسمع بأن السفاح والتمساح قد صار حمامة سلام وطبيبا جراحا يربت ويرفرف حنانا على المتعبين ويشفي المصابين.
في اليمن فقط قد يفرضون عليك اعتبار المجرم بطلا في غمضة عين بعد حركة بهلوانية أو عسكرية “خطوة بدّل” “ أو “للخلف دُر”.
نهاية عفاش ومستقبله السياسي متوقعة، واللهم لا شماتة، وحتى لا أوصف بأنني أقول الشيء بعد حدوثه فأرجو من الجميع الرجوع إلى مقالي في مواقع صحافة نت اليمن، وهو بعنوان “صالح متحالفاً ومتشفياً بذات الوقت!!”. (الإثنين 22 سبتمبر 2014 - 08:17 مساءً)، موقع المدينة اونلاين، وبقيّة مواقع صحافة نت.
بشرته بنهاية مستقبله السياسي بتحالفه مع الحوثيين “أعداء الأمس، أصدقاء اليوم”، وإن “الحوفشة” التي لجأ إليها لن تأتي له بما يتمناه وعن طريق القوة بتحالفه مع الحوثيين..
اللهم لا شماتة مرّة ومرات.. ولكن أرى اليوم وأكرر أن فرصة بناء السلام والاعتراف بوقائع الارض التي انتجتها الحرب يجب ان تكون السبيل وخاصة بعد ذهاب مسعر الحروب والحاكم لليمن بالازمات، صناعة وحلولاً كيفما أراد، وهو “عفاش”.. ولا سمح الله إذا انتصرت عقلية الدعوات للحروب وبالوسائل ذاتها وبالشخوص ذاتها “فكلهم انقلابيون” في الرياض أو صنعاء أو بقية المنافي، وسواء عن طريق القوة أو عن طريق المماطلة والتمنع التي اتبعها جزء ممن يسمون حالياً بالشرعية في عدم تطبيق النقاط الـ“11” ومخرجات الحوار.
ان عفاش الذي خرجت الملايين لتهزم مشروعه للتوريث وهو حي وفي أوج قوته وهيلمانه، قد أراد بالنهاية التي اختارها او ربما أرغم عليها أراد أن ينفذ ما فشل فيه حياً، بتنفيذه ميتاً وبمساعدة التحالف وعلى جثث عشرات الآلاف من الشعب المقهور والمبهور بذات الوقت، وها هي الان بشائر ما يعتمل في الفضائيات للأسف تدلل على ذلك، وهو أنهم يريدون أن يمرروا التوريث بعد أن عجز عفاش وهو حي عن تنفيذه.
هناك نقاط لابد على التحالف أن ينتبه لها وهي:
1 - إذا استمر هذا الشحن والإيحاء بأن احمد علي وبقية الأسرة وارثو دماء، فأنتم تقعون في ورطة إنسانية وقانونية، حيث تجرم ذلك الشريعة وقوانين الأمم المتحدة، وذلك هو التشجيع على إحياء نعرات الثأرات الشخصية وتشجيع الحروب الأهلية الطاحنة.
2 - إنكم إذا سمحتم لهكذا سيناريو فإنكم تفرضون التوريث وتبدون كمعادين لرغبة الشعب الذي دفع التضحيات الجسام للتغيير.
3 - إنكم تتناسون عذابات الشعب وجراحه في الجنوب والشمال حينما تدفعون بمثل تلك الترهات، وهي بطولة المجرم لما يقرب من أربعين عاما، إلى أن تكيفوا عبر “الميديا” لتصويره بطلاً مدافعاً عن الشعب.
4 - لقد خرج عفاش في لحظات الغرغرة، لكي يفرض وبدهائه على المشهد اليمني فصلا جديدا كالتالي:
أ- أن يعيد التقاسم بينه وبين الحوثي.
ب- أو أن ينتصر على الحوثي ويفرض شروطه على التحالف وبقية الشرعية.
ج- أو أن يحول اللعنة التي تلبسته إلى رحمة وأن يصبح بطلا مخلصاً.
د- أو أن يفتح باباً لا يسد للثأرات معتمداً على إصرار التحالف على الانتصار من خلال القوة والسلاح.
هـ أو أن يخلق التعاطف من خلال تبني ورثته من أبنائه لمسألة الثأر ودحر الحوثيين، وبالتالي يصبحون هم قادة التحرير وأبطاله، ومن خلال الانتصار الذي أراد أن يرسمه سيصبح أبناؤه محررين وحاكمين بالضرورة لأنهم هم من قادوا معركة التحرير، وبذلك يحقق التوريث الذي لم يستطع أن يحققه حياً فيحققه ميتاً.
وبذلك ستحتاجون إلى مليون ثلايا لكي...!.
الاعتراف بالوقائع المرسومة على الأرض هي فرصة السلام، والسلام هو وحده من سيهزم عبدالملك الحوثي، والحروب هي من تحقق له البطولات والاستمرار.
هل ستقفلون الباب الذي ما كان يجب أن يفتح.. وتعملون بعمل السياسة، وتسدون النوافذ التي ينفخ فيها دينيا ومذهبيا، وهي ليست في صالح أحد، وأنتم في المقدمة يا مملكة ويا إمارات؟.