خياران أحلاهما مرّ

2017-12-03 10:59

 

أزمة الثورة الجنوبية التحررية تكمن في الجنوبيين أنفسهم مع تدخل قوى الشمال في ترتيب هذه الأزمة وتدويرها وإدارتها والرهان التاريخي عليها.

هنالك جنوبيون يوالون عفاشا وآخرون في صف الإصلاح وحتى الحوثيون وجدوا لهم أتباعا من الجنوبيين.

وهناك أيضا جنوبيون في صف الشرعية ومع مشروع الأقاليم المرفوض شمالا وجنوبا، وهناك من هو مع الرئيس عبدربه كيفما كان مشروعه، فالمهم الشخص وليس المشروع، ويرون أن الرئيس هادي هو من سيأتي بالجنوب، ويدعون كل الجنوبيين إلى الالتفاف حوله، لكن الرجل لا يبدو كذلك، وإن لم يظهر عداء سافرا للجنوب على طريقة بن دغر.. هادي ربنا يهديه له مشروعه الذي لم ينفك عنه.

 

وهناك كذلك جنوبيون ارتبطوا بمصالح مع قوى شمالية تجارية وسياسية فهم في مواقفهم ينطلقون من هذه المصالح.

 

أما معظم جماهير شعب الجنوب ومعظم قواه السياسية فهي مع هدف استعادة دولة الجنوب بعد فشل مشروع الوحدة وتحويلها إلى احتلال صريح.

 

ولكن كيف سيتم حسم هذا الخلاف بين شعب الجنوب وقواه السياسية أصحاب القضية وبين شِلل أو جماعات جنوبية ربطت مصيرها بصنعاء ووقفت ضد إرادة الأغلبية من الجنوبيين في تقرير مصيرهم وفك ارتباطهم بهذه الوحدة القاتلة المقتولة وشوشت على عدالة القضية أمام المجتمع الدولي.

 

بل إن بعض هؤلاء من وكلاء قوى صنعاء يهدد ويتوعد الجنوبيين بالويل والثبور إرضاء لأسياده.

الجنوبيون أعلنوا تصالحا وتسامحا وتضامنا على إثره انطلقت ثورتهم التحررية.

 

الخيارات صعبة أمام الثورة الجنوبية ومقاومتها الباسلة في التعامل مع الإخوة الجنوبيين الذين ذكرنا تصنيفاتهم سابقا فهؤلاء يستقوون بقوى الشمال ومن تبعهم من الجنوبيين، فالسكوت عنهم يفعلون ما يريدون فهذا سيؤدي إلى عودة قوى الشمال لاحتلال الجنوب.

 

أما مواجهتهم فهذا سيؤدي إلى صراع داخلي عنيف سيمكن قوى الشمال أيضا من العودة إلى الجنوب ويثبت للخارج أن الجنوبيين لم يتفقوا ولن يتفقوا.

 

وسوى الروم خلف ظهرك روم  فعلى أي جانبيك تميل؟

اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.

 

* نائب رئيس اتحاد الأداب. د.عبده يحيى الدباني _ الأيام