المعروف في تاريخ كل الصراعات الدولية حتى البسيطة منها ان السياسي لا يقدم التنازلات الكبرى قبل الجلوس على طاولة المفاوضات.. والسياسي الجنوبي وحده ابتدع طريقة خاصة ومعكوسة هي تقديم التنازلات الكبيرة حتى قبل ان يعترف الطرف الاخر باي حقوق لك ناهيك عن قبل بدء المفاوضات...!!
ولكي تكون الصورة واضحة أوجز لكم التالي ..
مع احتدام الصراع على السلطة في صنعاء عام2011م تبرع السياسي الجنوبي بتقديم حل مع نفسه للقضية الجنوبية فحواه فيدرالية بين اقليمين بتزمين مؤقت .. وفي مؤتمر حوار صنعاء الذي هو غير مخصص للقضية الجنوبية قدم السياسي الجنوبي التنازل الثاني بالمشاركة في حوار مخصص لحل صراع سلطة ولم يكتفي بذلك بل قدم التنازل الثالث وهو شرط التزمين من فيدرالية الاقليمين.. كل ذلك بينما اطراف الشمال ترفض الاعتراف اساسا بالقضية الوطنية الجنوبية وترفض الاعتراف ان الوحدة تمت بين بلدين ودولتين بحدودهما وعملتهما وعليمهما ..!!!
وفي نهاية حوار صنعاء وافق من اختارتهم اطراف صراع السلطة في الشمال ونصبتهم كمشاركين ممثلين للقضية الجنوبية _ أول مرة يختار الخصم محامي لخصمه _ على التنازل الرابع وهو من فيدرالية الاقليمين الى اتحادية الستة.. ورغم ان المشروع مسخ لكن رفضه سلاطين وامراء الدويلات القبلية والعسكرية والطائفية في الشمال وشنوا الحرب الثانية على الجنوب مطلع عام 2015م..
والغريب ان من حكموا الجنوب سابقا يرفضون التفاهم والتعاون مع سلاطين وامراء الجنوب سابقا بينما يلهثون خلف سلاطين وامراء الدويلات الطائفية والقبلية والعسكرية في الشمال..!!
اما الامر الاكثر غرابة وﻻ اقول غيرها والله اعلم..!!
هو ان المتمسكين بتلك التنازلات مستقتلين دفاعا عنها وأوجدوا خلافات جنوبية - جنوبية حول مشاريع دون أن يقبل أصحاب الشمال أي منها..!!!
من يجرء أن يقول لنا ماذا تعني كل تلك التنازلات المجانيه التي يقدمها السياسي الجنوبي وعمقت الخلافات الجنوبية والخصم من الأساس منكر لأية حقوق ومنكر أصلا أن الوحدة عام 90م تمت بين بلدين وشعبين .
ياقوم هل ستعقلوا أم ختم الله على قلوبكم..؟؟؟؟ .. !!!!
تقبلوا تحياتي..
علي محمد السليماني.
باحث عن وطن.