الجنوب والانتقالي تحديات كبيرة وهامة

2017-10-29 07:44

 

إن الأوضاع التي تعيشها الساحة اليمنية عامة، والساحة الجنوبية خاصة تمثل قضية معقدة تلعب فيها أقطاب دولية لأهداف سياسية ومصالح خاصة، بات يستغلها البعض للفيد والتجارة.

 

إن كل ما يدار في كواليس المجتمع الدولي بشأن الحل النهائي للأوضاع على الساحة اليمنية والساحة الجنوبية خاصة، كل تلك أفكار وهواجس هزيلة وأوراق خطيرة يلعب بها محترفو السياسة كيفما شاؤوا.. لأن المجتمع الدولي بات طرفاً في الصراع السياسي، والحرب التي تعيشها الساحة العربية عامة والساحة اليمنية بشكل خاص.

 

إن دولا كبرى متصارعة على حساب شعوب مقهورة تتجرع مرارات حروب ظالمة تشهدها المنطقة تحت مسمى القوى الإرهابية، التي تديرها قوى دولية معروفة بذاتها. تلك الورقة الرابحة التي باتت تدار حسب معايير مختلفة في إطار المجتمع الدولي الذي يشجع قوى الطائفية والتمرد على الشرعية والسيادة العربية، ولم تحترم حقوق الإنسان وحق الشعوب وسيادتها، فتلك جريمة إنسانية بحد ذاتها.

 

إن ما يتم ترويجه هذه الأيام عن حل القضية الجنوبية حلا عادلا تحت أي مسميات أمر يتطلب التعامل معه بجدارة على أن الجنوب دولة ذات سيادة، وأن استعادة الدولة الجنوبية هو الحل الصائب والحكيم وصمام أمان الدول المجاورة والسيادة العربية والسلم الاجتماعي والملاحة الدولية.. فالجنوب ومجلسه الانتقالي اليوم أمام انتصارات عظيمة تجابهها تحديات كبيرة يتطلب التعامل معها بحنكة سياسية على مختلف الاتجاهات في قيادة السفينة الجنوبية إلى بر الأمان.

 

فيا أبناء الجنوب اتحدوا، فرغم الصعوبات المتراكمة والمؤامرات الممنهجة فالشعب الجنوبي بقوة إرادته الفولاذية وحراكه السلمي ومقاومته البطلة ومجلسه الانتقالي الحكيم وكل القوى الوطنية المناضلة والشريفة بالساحة الجنوبية تمثل روحا وجسدا جنوبيا واحدا للعمل جنباً إلى جنب في تجاوز كل الصعوبات والظروف المعقده بالعقل والحكمة والنفس البعيد والحاضن الدولي المفيد، فدولة الجنوب قادمة وعلينا جميعاً إخلاص النيات في أي مكان نكون فيه، وتطهير النفوس وتوحيد الصفوف وإعادة بناء الأخلاق والسلوك، التي سلبتها منا الوحدة العقيمة، التي نقلت للساحة الجنوبية آفات وأمراضا لم تكن تعرفها من قبل، وهذا أمر في غاية الأهمية يتطلب ثورة ثقافية أخلاقية تعيد مكانة الجنوب وثقافته الحضارية.

 

*- سعد ناجي أحمد : الأيام