يبدو أن الاطراف الشمالية المشهود لها بالذكاء والحيل الواسعة وعلاقاتها المتعددة قد أعيتها كل تلك الاساليب وخانها ذكاؤها وهي تحرك ادواتها الجنوبية بشكل سافر لم تفعله من قبل أو أصابها مرض جنون البقر وجعلها تحرك تلك الأدوات بهذا الشكل الخائب..
وفي المقابل فان إقدام تلك الأدوات على كشف وجوهها التي ظلت تخفيها على مدى عشر سنوات ونيف في الحراك الجنوبي استطاعت خلالها عرقلة قيام قيادة توافقية للقضية الجنوبية العادلة رغم الجهود الكثيرة التي بذلتها القوى الوطنية الجنوبية المخلصة في إيجاد قيادة توافقية للتحدث باسم الجنوب وشعبه أمام مختلف الجهات والمحافل الدولية لكن تلك الأدوات ظلت كابح معطل لأي عمل نحو هذا الاتجاه..
وبعد جهود مضنية تمكن شعب الجنوب في مليونية 4 مايو الماضي من تفويض الاخ اللواء عيدروس قاسم الزبيدي من تشكيل مجلس انتقالي جنوبي يكون قائدا للتحرير والاستقلال وقيام دولة الجنوب وهو ماتم فعلا إشهاره في مليونية 21 مايو بعد اسبوعين. وفي ظروف دقيقة تستوجب على أحرار وحرائر الجنوب تقديم تنازلات من أجل الجنوب وتحرره وقيام دولته كاستحقاق لتضحيات شعب الجنوب وحراكه الوطني السلمي الذي تحول الى مقاومة وطنية جنوبية لصد الغزو اليمني الثاني المتستر خلف عباءة عفاش والحوثي عام 2015 وهي تضحيات باهضة التكاليف ثمنها لايقل عن تحرير واستقلال الجنوب العربي وقيام دولته كاملة السيادة والاستقلال..
ان ذلك العمل الوطني بقيام المجلس الانتقالي الجنوبي قد أزعج كل الاطراف الشمالية شرعية وانقلابية وأعوانهما من الجنوبيين وما يحدث اليوم من وضوح كامل للأهداف والمواقف ماكان له أن يكون هكذا لوﻻ أن القطار الجنوبي المتوقف منذ عشر سنوات لعدم وجود القائد بفعل فاعل’ فعلا تحرك وهاهي الاوراق تتساقط تباعا وأعراض مرض جنون البقر يظهر بوضوح في هستيريا تصريحات قادة مختلف الاطراف الشمالية التي دفعت بأزلامها في محاولة يائسة إلى تمزيق الصف الجنوبي وإغراقه بأوهام الفيدرالية أقليمين وستة وبمناصب ورتب وسيارات تخلب الالباب ..
ولكن القطار الجنوبي تحرك ولن يقف بعون الله حتى تقوم دولة الجنوب العربي الفيدرالية كاملة السيادة وعلى كامل حدودها وهذه هي محطة توقفه.