أدرك أهمية دور هادي ومدى تأثيره سواء كان لصالح قضية الجنوب او ضدها لهذا أرى أن الحديث عن هادي هو الحديث عن الجنوب وتطلعاته والتحديات التي يواجهها.
في حديثنا عن هادي نتحدث بموضوعية سياسية بعيداً عن الفجور والاسائة لعلنا بذلك نحافظ على شعرة معاوية ونكسبه وهذا بكل تأكيد افضل من ان نخسره وهو الخاسر !
ان كان هادي مع الجنوب سنختصر الكثير وان كان ضد الجنوب فلن يوقف تطلعات الجنوبيين مهما كان حجم العقبات التي يزرعوها .
يستطيع هادي ان يقدم للجنوب مالا يقدمه أي سياسي جنوبي وفي نفس الوقت يمثل خطر لا يمثله أي سياسي شمالي بما في ذلك عفاش .
لا يمكن لأي قوة سياسية شمالية ان تعود للجنوب تحت أي جلباب ولا خيار امامها الا خيار الحرب .
لن يتقبل أي جنوبي فكرة الستة اقاليم ان قدمها علي محسن او حميد الاحمر لكن الامر مختلف لان من يتصدر هذا المشروع جنوبيين في صدارتهم الرئيس هادي وعبر جنوبيين يأتي الحديث عن الوحدة بنسختها الجديدة الاكثر كارثية وبهذا ينتهج هادي نفس الخطأ الكارثي الذي ارتكبته قيادة الجنوب عام 1990 بتسليم الدولة عبر اتفاق هزيل وفاشل كان يقوم على حسن النوايا او بالأصح سذاجة النوايا وهي نفس النوايا الساذجة التي منها يحدثنا هادي عن دولته الوردية .
من المؤسف انه وبعد كل الجحيم الذي عشناه والتضحيات التي قدمها الجنوبيين والتحولات التي نلامسها اليوم يأتي هادي ليطلب منا الدخول في تجربه ومغامرة جديدة.
اثبتت المرحلة السابقة ان الجنوبيين لا يرفضوا هادي بل اصطفوا خلفه حين شعروا انه عاد الى عدن عودة نهائية لا عودة بعدها لصنعاء واصطفوا خلفه لجنوبيته فقط وليس من اجل شرعية لطالما اعتبروها شرعية احتلال .
للأسف تعامل هادي بحسابات خاطئة افقدته الجنوب ومن اصطف خلفه حين خيرهم بين ان يكونوا اتباع او اعداء ليتعامل ضمنياً بمنطق الستة اقاليم او الموت ولهذا كان من الطبيعي ان يتجه الجنوبيين نحو خياراتهم العادلة والمشروعة والتي تمثلت في المجلس الانتقالي الجنوبي .
في الجنوب تحول عسكري وسياسي كبير يعزز من وجود الجنوبيين كأمر واقع ونتمنى ان يدرك هادي واقع الشمال والجنوب ويسارع بمراجعة حقيقة قبل ان يرى نفسه خارج المعادلة فلا طال عنب الشمال ولا بلح الجنوب .
/ نبيل عبدالله