لا يمكن استقرار اليمن سياسياً واقتصادياً وامنياً دون حل القضية الجنوبية وهي ايضاً قضية الشمال كونه يدفع ثمن التمسك بالوحدة الفاشلة التي لم ولن يقتصر فشلها وضررها على الجنوب فقط .
في مؤتمر الحوار بصنعاء كانت هناك فرصة للحل وكنت شخصياً مؤيد ومدافع لفريق القضية الجنوبية وكنا نواجه رفض الشارع الجنوبي وغضبه ووصل الأمر لاتهامنا بالخيانة والسبب انعدام الثقة في صنعاء ورفض التعامل معها ونلتمس لهم العذر بعد كل التجارب القاسية التي عاشوها ولا يزالوا .
كان بالإمكان تصحيح مسار الوحدة وانهاء الاندماجية وتأسيس وحدة الشراكة بين كيانين لكل كيان وجوده ويدير شؤونه ويقرر مصيره ورغم رفض الجنوبيين لأي تجربة جديدة الا ان ذلك سيمثل بادرة حسن نية ومن خلالها تتضح جدية تلك الاطراف في بناء وحدة عادلة وناجحة لا تجعلهم يخشون أي استفتاء مستقبلاً
القوى الطامعة ورفضاً لوجود الجنوب كند وشريك اختصرت الحل في دوله جديدة من 6 اقاليم ورغم انها لا زالت على الورق الا انهم يدافعون عنها بنفس طريقة دفاعهم عن الدولة القائمة التي اعترفوا بفشلها وبانها لم تعد صالحة بعد ان دمرت الشمال والجنوب .
الاقاليم التي اتت ضمن ملف القضية الجنوبية ليس حل لقضية الجنوب ولا بالستة الاقاليم ننهي المشكلة وانما نتهرب منها ونفاقمها فالأقاليم الستة تؤسس لتعصب طائفي ومناطقي وهويات جديدة وتقسيم الدولتان الى عدد من الدول وهو امتداد لمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي نراه يتجسد في الاقاليم بسوريا وليبيا والعراق .
الاقاليم الستة هي كارثة جديدة ونرى ذلك حتى قبل تثبيتها فهي من اهم دوافع الحرب كما انها من ابرز معوقات السلام وانهاء الحرب وهذا ما تم ايضاحه للمبعوث الدولي الذي زار المجلس الانتقالي الجنوبي مؤخراً وابدى تفهمه للأمر .
الاقليمين هي حل سياسي وتصحيح لمسار الوحدة وليس تقسيم وكذلك استقلال الجنوب هو فك ارتباط كالحال الذي انتهت به الوحدة السورية المصرية وليس انفصال .
نحن مع وحدة كل الدول العربية ونرفض مشاريع التقسيم والنزعات الانفصالية ونحن مع استقرار ووحدة الشمال او الجمهورية العربية اليمنية فمن هم الوحدويين ؟ نحن ام من يدعم مشاريع التفتيت والتقسيم ويهدد شركائه بدعم النزعات الانفصالية ويسيء للوحدة بجعلها مدخل لطمس وجود الشريك الاخر واحتلال ارضه ومصادرة حقه في اختيار مصيره .
/ نبيل عبدالله