ليس في رفع هذه الصورة بالذات في ميدان الاحتفال الذي يزمع المؤتمر الشعبي العام إقامته بالذكرى ال 35 لتأسيسه، ما يثير العجب أو الاستغراب؛ فهي - بعيداً عن كونها تحمل رسالتين رئيستين خارجية وداخلية - تلخص حقيقة النهاية التي يتفانى جنوبيو المؤتمر إياه ولصوصه بزعامة عبدربه وبن دغر وبن حبتور والزوكا وأشباههم، في سبيلها لإعادة الجنوب مجدداً إلى الزريبة والعبث بقضيته العادلة، فهم في الواقع لم ينسلخوا من هذا المؤتمر الفاسد الذي كان قاعدة عفاش لاستباحة الجنوب ونهبه وإذلاله منذ 94 ؛ ولذلك ظلت قوى الاحتلال كلها - المؤتمر والإصلاح والحوثي والأحزاب والقبائل والأتباع جميعاً - منذ بدء الحرب مطمئنة، برغم كل هذا الخراب والدمار الشامل الذي مس البلاد والعباد، ولم يمسها طبعاً، ولسان حالها يقول: "طر يا طير وخيطك بيدي".
.
لا لوم ولا عتب على تلك القوى طبعاً، لكن ماذا يقال لعبدربه وبن دغر في الطرف الشرعي ونظرائهما في الطرف الانقلابي، وخلاصة ما يسعون إليه "تحسين شروط الاحتلال نفسه لا أكثر "!
.
لم تكن الأيادي الأمينة أمينةً يوماً، كما هي أمينة على أن يظل خيط الطير الجنوبي، بالذات، بيد المحتل المحتفل بالذكرى ال 35 لتأسيس مؤتمر الوسطية المزعومة والاعتدال واستقلالية القرار الوطني، للدولة اليمنية الحديثة جداً جداً.