حزب المؤتمر الشعبي هل سيعود :

2017-07-22 05:59

 

 حقيقة مرة ولكنها أصبحت واقع على الساحة اليمنية مؤخرًا , بسبب تحالفات الرئيس هادي مع حزب الإصلاح وقراراته الكارثية بتمكين ذلك الحزب من السيطرة على مفاصل الدولة سياسيا و عسكريا و إقتصاديا وحتى على مكتب الرئيس ذاته , وبسبب تلك الأعداد  من الجنود والضباط و القبائل وغيرها ممن لها إرتباطات أو تعاطف أو ميول إصلاحية ولم تدافع ببسالة عن صنعاء أو تعز أو إب أو غيرها من المحافظات المعتدى عليها  , ولم  تشارك بفعالية بالحرب القائمة إلا بالنزر اليسير وعلى إستحياء .

 

وكذلك جماعة الحوثي التي لن تثق بها أي دولة عربية مجددا بسبب إرتباطها العقائدي و الأيديولوجي مع إيران , ولم يتبقى للدول الاقليمية و الغربية خيار غير التعامل بفعالية مع فصيلين كشريكين وكلاعبين أساسيين هما المؤتمر الشعبي العام بالشمال و المجلس الإنتقالي الجنوبي بالجنوب , لن ينتهي الإصلاح و الحوثي ولكن سيتم إضعافهم كثيرا و تهميشهم على المستوى الإقليمي و الدولي بضغط من دول الإقليم التي تصنف تلك التيارات كمجموعات إرهابية مزعزعة للأمن و الإستقرار لغرض الوصول للسلطة فقط وبأي طريقة حتى لو كانت غير مشروعة ومهما كانت النتائج و العواقب و الكوارث .

 

كان بإمكان الإصلاح و الحوثي أن يكونو جزء من الحل و مكون لا يستطيع أحد تجاوزه ولكن مشاركة الاصلاح بالحكومة الشرعية كشاهد زور و سكوته المريب عن صفقات الفساد والفاسدين وعدم إتخاذه أي مواقف مشرفة تجاه من يفتعل الازمات في المناطق المحررة , وكذلك سكوته المريب من عدم دفع رواتب الموظفين المدنيين في تعز وغيرها من المحافظات رغم أن تلك المئات من المليارات كانت مخصصة كرواتب فقط لليمن عموما وغيرها من التجاوزات الخطيرة التي سكت عنها شريك السلطة الشرعية كعادته حزب الإصلاح , و بسبب الجمود العسكري المريب بجبهات الشمال وخصوصا بمأرب و نهم وهي تعتبر من معاقل حزب الاصلاح في الشمال , و تعنت الحوثي برفض أي مبادرات أو تسويات كانا سبب رئيسي بإطالة أمد الحرب لغرض إستنزاف دول التحالف العربي و عفاش والانقضاض على السلطة لاحقا  , أدرك التحالف العربي و الدولي بأن الإصلاح و الحوثي مسلوبي القرار و الإرادة وأنهم عبارة عن وكلاء لمشاريع عالمية و إقليمية .

 

لهذا سنرى تغيير كبير في سياسات و تحالفات دول التحالف العربي في القريب العاجل , وليس معنى ذلك تنازل  ولكنها متغيرات أفرزتها الحرب و تحالفاتها و أظهرت وجوه حقيقية كانت متخفية بقناع الوطنية و الحرية و التعددية السياسية وغيرها من المصطلحات و المسميات التي كشفتها هذه الحرب  .

 

على الرئيس الشرعي هادي تغيير تحالفاته بما يتناسب مع المرحلة القادمة و إلا لن يختلف مصيره عن مصيرهم و خارطة جون كيري بمسقط دليل على ذلك المصير , وكيف تم تجاوز الرئيس الشرعي و حكومته في مسقط وكادت أن تطيح به وكانت تلك المبادرة بقرار وبإرادة دولية هذه المرة  .