إلى عهد قريب كان الرجل او المرأة لا يذهبون إلى الأعراس إلا في حالتين اما ان يكون من أقرباء أصحاب العرس او مدعو من قبل أصحاب العرس ، وقد كان التركيز واهتمام الناس حينها هو حضور السهرة الفنية الراقصة (السمرة) أكثر من تركيزهم واهتمامهم لحضور وليمة طعام العرس ، وإذا حدث وحضر أحدهم السمرة وهو ليس مدعو أو ليس من الأهل فإنه يسمح له بأن يكون مجرد متفرج دون السماح له بمشاركتهم السهرة الفنية.
ويحكى انه في أحد الأعراس حدث وحضرت إحدى النساء العرس دون دعوة وايضا ليست من أقرباء أصحاب العرس ، ومن باب التقدير سمح لها بأن تتفرج على (السمرة) من الصفوف الخلفية والتي كانت حينها لا تزال مختلطة بين النساء والرجال.
إلا أن المرأة لم تحترم تقدير أصحاب العرس لها فما كان منها إلا أن بدأت تتقدم حتى وصلت في مقدمة الصفوف لتقف مقابل المساحة المخصصة (للرقصة الشعبية) التي كان يؤديها الرجال والنساء على أصوات الطبول والمزمار والاهازيج والاشعار.
ولم تقف المرأة عند هذا الحد بل إنها تخلت عن الحياء فتجرأت وقامت ترقص فتعجم الحاضرون من جراءتها وتركوها حتى أكملت رقصتها ، ومن ثم صار الناس يطلقون مقولة متداولة بشكل كبير ((سمحنا لها تتفرج فدخلت ترقص)) وتطلق هذه المقوله على من يسمح له من باب التقدير بالشيء اليسير فيتعدى حدوده ويتجرد من الحياء ليستفز أصحاب الحق.
وإذا ما أسقطنا قصة هذه المرأة على واقعنا الراهن سنجد أنها تشابه قصة رئيس الحكومة الشرعية بن دغر، والتي قامت اليوم بتنظيم احتفالية بمناسبة الذكرى الثانية لتحرير عدن تحت راية وعلم اليمن دون أن يكون لهم صلة بهذه المناسبة بل إن معظمهم من أعداء هذا الحدث، وحضر هذه الفعالية شخصيات ووزراء كان اغلبهم في حضن عفاش إلى فترة ما بعد تحرير عدن ، وأيضا كل من حضر الفعالية الاحتفالية لم يقدم قطرة دم بل لم يقدم حتى ريال واحد أو كلمة واحدة نصرتا لعدن.
بن دغر وبهذا احتفال تكون قصته كقصة تلك المرأة التي (سمح لها تتفرج فدخلت ترقص) ، فبعد أن كان غير مقبول وغير مرحب فيه لكونه آتى بقرار اصلاحي النكهة ليحل محل رئيس الوزراء الأسبق خالد بحاح غض الناس الطرف عن كونه تعين ، فتجرأ الرجل وحضر على عدن ومن باب الأحترام والتقدير لكونه أتي في ظروف استثنائية يتواجد فيها التحالف العربي تم القبول به في عدن من باب التقدير والاحترام وعدم التعارض مع توجهات المرحلة.
ولم يقف بن دغر عند هذه الحد وقادة الغرور والكبر إلى أن يتعدى حدوده ويقدم على خطوات استفزازية للشعب في الجنوب ومن بين تلك الخطوات اقامته لاحتفال في عدن بمناسبة ذكرى ما تسمى بالوحدة اليمنية العام الماضي ، في تحدي سافر لشعب الجنوب وارادتهم الحرة ، وهو هنا كما المرأة التي دخلت إلى الصفوف الأمامية قبل أن ترقص.
وفي يوم السبت ال15من يوليو يتجرأ بن دغر ويتخلى عن الحياء ويقدم على خطوة تشابه إلى حد كبير أقدام المرأة على الرقص أمام الجميع دون حياء منها ، كونه -أي بن دغر- والحاضرين معه ليس لهم أي صلة لا من قريب أو بعيد بتحرير عدن ولم يسهموا بشيء يذكر ، بل إن معظهم كانوا في صف عفاش حين شن العدوان الثاني على الجنوب.
وأخيرا نقول سمح لبن دغر يتفرج فدخل يرقص ويحتفل بذكرى هو في الأصل من أعداءه بل وبرقصة متبرجة على الرغم من أنه ليس من أهل العرس او ليس مدعو من قبل أصحاب العرس الذي لا يرحبون بتواجده في عدن مطلقا.