قبل يوم واحد من أيام عيد الفطر المبارك انشغلت المواقع الإعلامية الإلكترونية والمقروة، المؤيدة للشرعية بقضية عودة الأخ خالد محفوظ بحاح نائب الرئيس ورئيس الوزراء السابق، مصورة إياها ككارثة حلت بالقائمين على تلك المواقع.
صحيح أن معظم تلك المواقع تناولت هذه العودة بسيل من الشتائم والاتهامات والتندرات بشخص ودور الزميل بحاح لكن علم نفس الإعلام يقول لنا إن التهجم والعصبية واللجوء إلى القاموس المنحط للشتائم والهجاءات إنما يشير إلى حالة عصبية وأزمة نفسية لدى الموقع الشاتم وليس لدى الشخص المشتوم.
مع كل حدث عادي وأحيانا تافه تبرهن المواقع الإلكترونية الداعمة للشرعية والمدعومة منها بأنها مشغولة بقدر عال من الضحالة وجل ما يخشاه اليمنيون المحترمون أن يكون الداعم على شاكلة المدعوم وتلك كارثة كبيرة لا يتحمل اليمنيون عواقبها.
في الدول المحترمة يغادر السياسي موقعه فيتم تكريمه أو على الاقل يترك وشأنه وينسى من قائمة السياسيين فلا يذكر بخير او بشر، أما في اليمن فإنه ما إن يغادر أي من السياسيين موقعه حتى يتحول إلى (نصع) للرجم والردح والشتم والقدح والهجاء من قبل المواقع الإعلامية التي تبحث عن سوق لبيع بضائعها بأقبح وأسوأ الطرق وأرذل الوسائل، فإن اختفى صار هدفا للهجائين وإن ظهر اصبح متهما ومشكوكا في الغرض من ظهوره.
أيها الشرعيون المحترمون!
خالد بحاح وبن دغر وعلي محسن وعبدربه منصور وكل السياسيين اليمنيين المحترمين والتافهين، مواطنون عاديون دفعتهم الصدف السياسية إلى المواقع التي تبوأوها أو يتبوأونها (بغض النظر عن التفاوتات الإخلاقية والمهنية والتأهيلية والتاريخية بينهم) ولا ادري لماذا نجعل من حضور أحدهم او غيابه ومن ظهوره أو اختفائه مشكلة إعلامية مستعصية.
خالد بحاح هو ابن حضرموت وتلميذ المدارس العدنية فلماذا نغبطه على العودة إلى مسقط رأسه وقضاء العيد بين أهله وذويه، إلا إذا كان هذا يشكل عقدة مستعصية للقائمين على هذه الحملة.
كم أتمنى ان تنشغل المواقع الشرعية بقضايا كبيرة والخوض في نقاشات معمقة حولها بغرض تقديم مقترحات بناءة بشأنها، من نوع: مستقبل اليمن، الحلول الممكنة للقضية الجنوبية، المخارج الممكنة للازمة الراهنة، الخيارات المستقبلية لبناء يمن جديد، ناهيك عن قضايا الخدمات التي فشل ممثلو الشرعية في حلحلة أقلها استعصاءً مثل خدمات البلدية والماء والكهرباء والخدمات العلاجية والوقائية والتعليمية وغيرها مما يبدو أن الشرعيين لا تخطر لهم على بال ولا يشعرون بالخجل من رؤيتها بهذا المستوى من الانحدار والتهاوي.
والله المستعان على كل حال
_____________________
* من صفحة الكاتب على فيس بوك