مرةً اخرى يتعرض المقر المركزي لاتحاد الادباء والكتاب في عدن لمحاولة السطو عل ايدي اعداء الكلمة والفكرة والقلم.
المبنى يعود عمره إلى سبعينات القرن الماضي عندما كان هناك حكام يحترمون معنى الثقافة والادب والفكر والفن وظل مقرا مركزيا للاتحاد حتى العام ١٩٩٠م عندما انتقل الاتحاد إلى صنعاء وبقي المقر مشروعا استثماريا للاتحاد.
من الواضح أن المنظمات الابداعية والمدنية هي "الحيطة الواطية" -كما يقول إخواننا المصريون - التي يتنمر عليها المستهترون والهمجيون النافذون في هذه اللحظات الملتبسة التي يتداخل فيها الفوضى بالنظام والحق بالباطل والدولة واللادولة.
إنني ادعو الرجال الذين يمكن الرهان عليهم في إعادة الحق إلى نصابه وفي هذا السياق يحضرني البيان الذي اصدره الزميل الدكتور مبارك سالمين رئيس اتحاد الأدباء والكتاب عدن والذي طالب فيه ليس فقط بإعادة المقر لاصحابه وردع المستهترين وعصابات السطو والنهب، بل وإعادة صيانة المبنى لما تعرض له من تدمير أثناء الغزو الثاني لعدن والجنوب حتى يستعيد المقر مكانته كرمز للثقافة والحرية وكمركز إشعاع في عدن وجنوب الجزيرة العربية.
إنني اتوجه إلى محافظ عدن ومدير أمنها وكل صناع القرار فيها أولا ثم إلى رئيس مجلس الوزراء ثانيا، وإلى رئيس الجمهورية ثالثا، لسرعة التحرك لإيقاف سياسة السطو والنهب التي ما تزال متواصلة منذ العام ١٩٩٤م ومن ثم وضع الحلول العاجلة لهذه الظاهرة المقيتة التي لم تعرفها عدن والجنوب عموما إلا بعد كارثة ١٩٩٤م.
الاستخفاف بممتلكات ومنشآت اتحاد الادباء والكتاب لا تدل إلا على أن سياسيينا لم يبلغوا سن الرشد الثقافي والفكري وانهم لا يميزون بين اتحاد الادباء والكتاب وبين منظمات واتحادات السماسرة والمقاولين الذين نحترمهم كمواطنين تختلف ادواتهم عن ادوات المبدعين والمفكرين والكتاب والفنانين.
لن يحمل الادباء والكتاب البندقية للدفاع عن بيتهم لانها ليست وسيلتهم لكنني ادعوهم إلى التمسك بحقهم فهم على الحق والحق يعلو ولا يعلى عليه مهما بلغت عجرفة المستهترين ورواد الهمج والغوغائية.
________________________
* من صفحة الكاتب على فيس بوك