يقول عفاش للجنوبيين تعالوا نتفاوض ونحل خلافاتنا ونصحح مسار الوحدة وحتى نعمل استفتاء شعبي .
لم يقل هذا حباً واحتراماً للجنوب ولا مراجعة لسياسته الشيطانية والاستعمارية ولكن ادرك الرجل ان الجنوب لن يعود لهم وان هناك تحرك دولي لعودة الجنوب وان الاستمرار في تجاهل كل هذا غباء لهذا اتخذ موقف شجاع وتحدث بما لا يمكن ان يتحدث به اولاً ليظهر انه جزء من الحل ثانياً ليسجل موقف يعتبر افضل من قوى محسوبة على الشرعيه هي اليوم تتبنى سياسة اكثر استعمارية و ثالثاً يريد صالح ان يكون الاستفتاء القادم لكل ما يسميه الشعب شمال وجنوب وهذا ما لا يمكن ان يكون ابداً لان كل طرف يقرر مصيره ولا يمكن لاحد من خارج الجنوب ان يقرر مصيره .
من كان يقول الوحدة او الموت ومن يكان يحرم الحديث عن استفتاء وتصحيح مسار سيكون عليه ايضاً ان يرضخ لاستفتاء الجنوبيين فقط وسيكون هذا بالارغام والاكراه لان الواقع اتت به الرياح على ما لا يشتهي عفاش .
كان يفترض بحزب الاصلاح والقوى الشمالية المحسوبة على الشرعية ان تتبنى هي هكذا موقف واكثر شجاعة في الحديث عن طرفين ندين وشريكين كل طرف يختار مصيره ولكن اظهرت تلك القوى انها لا تختلف على عفاش او الحوثي في النظرة للجنوب بل على العكس اظهروا انهم اشد غباء من صالح .
يواجه الاصلاح اكبر التحديات ولا يسيطر لا على شمال ولا على جنوب وهناك اجماع بالرفض حتى التحالف يتوجس منهم وهناك شبهات كثيرة حتى بعد التنصل من تنظيم الاخوان و وسط كل هذا يصر الاصلاح على استعداء الجنوبيين وهو الاستعداء الذي جلب لهم استعداء اقليمي ودولي فانشغالهم بمعركة خاسرة في الجنوب لن تكسبهم الجنوب ولا الشمال بل استنزفت طاقاتهم وجل اهتمام اعلاميهم وسياسييهم في وقت كان عليهم فيه التوجه شمالاً والاستقواء بالجنوب وتقوية التحالف معه خاصه ان لا للجنوبيين اجندات ومطامع في الشمال ولا يشكل الجنوب خطر عليهم بل على العكس بسبب الجنوب والوحدة الفاشلة تضرر الشمال .
لو وجدت قيادة حكيمه ومسؤوله لجناح الشرعية الشمالي لسارعوا هم بوضع الحلول ويكون ذلك بادرة حسن نيه ليتجهوا شمالاً بتحالف حقيقي واحساس عام لدى الجنوبيين ودول التحالف ان هناك فعلاً اختلاف عن عفاش وان هناك سياسة مسؤوله وحريصه ولكنه الغباء يستفيد منه صالح ويسبقهم بخطوه اولاً كان موقفه من تقسيم الشمال افضل من الاصلاح المؤيد لتقسيم الشمال واليوم يسبقهم في التعامل مع الواقع الجنوبي فيما يتمسك الاصلاح بالوحدة او الموت مع تغيير بسيط الدوله الاتحادية او الموت .
/ نبيل عبدالله