الاعتراف بـ #المجلس_الانتقالي_ الجنوبي .. فضيلة

2017-05-17 20:41

 

صفعة قوية وجهتها محافظة شبوة بقيادة محافظها، أحمد حامد لملس، لكل من أوهم ذاته بأن بمقدوره احتواء المارد الجنوبي الذي غادر قمقمه، متوثباً نحو زمن استعادة المكانة والكرامة وتجاوز عثرات الماضي بكل مساوئه.

 

 شبوة التي مزق نسيجها الوحدويون بمؤامراتهم عليها في زمن الوحدة، توحدت أمس الثلاثاء لأجل الإنفصال بقرارها السيادي على أرضها، معلنة موقفها الداعم والمؤيد بقوة لقرار القائد الجنوبي، عيدروس الزبيدي، بإعلان تشكيل المجلس الإنتقالي، ليكون حاملاً حقيقياً لقضية شعب الجنوب.

 

وفي زمن كانت فيه مطابخ المكر والخبث والسقوط الإخواني المدعي الإنتماء للشرعية، توزع وجباتها المسمومة المستهدفة اللحمة الجنوبية والنسيج الجنوبي وأمل الجنوبيين الوليد المتمثل بالمجلس الإنتقالي، محرضة على المجلس وقيادته ومشككة في قدرته على البقاء على قيد الحياة، مدعية توالي الإنسحابات من هيئته القيادية، في وسط كل ذلك، قالت شبوة قولها الفصل، وبلسان محافظها لملس، بأنها كما كانت عبر التاريخ ستظل أيضاً في الحاضر والمستقبل جنوبية الهوى والهوية، وبأنها لن تغرد إلا في سرب أخواتها المحافظات الجنوبية السبع لا خارجه.

 

الواقع الذي ننصح ساسة الفنادق بعدم تجاهله أنه حينما يتحدث رجال شبوة من الميدان، فعلى نافخي نار الفتنة التزام الصمت، وأن يدفنوا رؤوسهم في رمال الربع الخالي حتى لا يؤذي مسامعهم قولها الذي لا يشبهه أي قول، فهي مصدر المال والرجال والثبات في الأقوال والأفعال.

 

 بمهرجانها الحاشد، أمس، انضمت شبوة إلى شقيقاتها عدن ولحج والضالع وحضرموت، التي أيدت سلطاتها المحلية إعلان المجلس الإنتقالي، وهو ما يعني أن الجزء الأساس من مهام مجلس الجنوب الإنتقالي المتمثل بإدارة الجنوب بات أمراً قابلاً للتحقق، إضافة إلى كون ذلك أعطى للمجلس دفعة قوية لفرض سيطرته على الأرض وحمايتها من طمع «الإخوان» الذي لا يتوقف.

 

ومما لا يمكن تجاهله أيضاً، أنه بات واضحاً للأعمى قبل المبصر أنه ومنذ إعلان تأسيسه، فإن عود المجلس الإنتقالي الجنوبي يزداد قوة وصلابة، في مقابل ذبول ملحوظ وتآكل في عود دعاة الشرعية المختطفة، والذي يبدو أن «أرضة الإصلاح» الخبيثة قد نخرته عميقاً في الداخل، قبل أن يظهر أثر ما عملت به على قشرته الخارجية، فنراه اليوم يبدو وكأنه إنما هو بقايا عود أراك هزيل، مرت عليه قوافل الإبل في يوم صيف حار.

 

ما كان ولا زال الجنوبيون يرجونه هو أنه، وفي ظل ما هو واضح وجلي من تمدد وتماسك لمشروع المجلس الإنتقالي، وما يحظى به من التفاف شعبي واسع حوله، كان من الخير لأدعياء الشرعية أن يتصفوا بقليل من الواقعية والحكمة والاتزان في تعاطيهم مع المجلس. واقعيةٌ تجنبهم مزيداً من المواقف المحرجة أمام العالم، وسيكون خيراً لهم إن هم سارعوا للتعامل والاعتراف به، باعتباره صار أمراً واقعاً، بدلاً من محاربته والتشهير به بكل ما ابتدع الساقطون والمفلسون من وسائل وطرائق، أقل ما يقال عنها إنها لاتنتمي الى مصفوفة القيم والاخلاق السوية.