تلقيت العديد من الرسائل والاتصالات التي تتساءل عن المجلس الانتقالي وكيف سيقوم بمهامه في ظل وجود حكومة شرعية وحرب على الانقلابيين والتحالف العربي والمرجعيات الثلاث لحل الأزمة اليمنية.
ومع إنني لست طرفا في ما تم الإعلان عنه اليوم في عدن ولأن الحديث في هذه القضايا يطول ويتشعب فسأختصر هنا ما قلته لقناة بلقيس في برنامج المساء اليمني:
١ولا : إن الحديث عن إقصاء مناطق او مكونات ليس له مكان إلا عند الذين يبحثون عن إعادة تفكيك المشهد االسياسي لجنوبي وتحريض الجنوبيين ضد بعضهم واستمرار حالة الانقسام بين قوى الثورة الجنوبية.
شخصيا لا تهمني الأسماء ولا المناطق التي جاؤوا منها طالما آمنوا بالقضية الجنوبية وعدالتها كما إن حديث تمثيل المناطق والقبائل يفتح متوالية لا نهائية من دعوات التمثيل للقبائل والعشائر والقرى والمناطق وهلمجراء وهو أمر لا يمكن الوقوف له على نهاية.
ثانيا: إنني أبارك ما تضمنه بيان الإعلان عن العمل مع التحالف العربي فالتحالف هو شريك معنا في مواجهة الغزو والاحتلال وقد كان دوره حازما في دحر الغزاة الانقلابيين وهي فرصة لدعوة دول التحالف للوقوف الى جانب مطالب الشعب الجنوبي في استعادة دولته واختيار مستقبله الذي سيرتضيه الجنوبيون بعيدا عن الوصاية والإملاء والتبعية.
ثالثا: إنني أرى أن العلاقة مع الحكومة الشرعية تتوقف على موقف الحكومة من القضية الجنوبية وفي هذا السياق من المناسب التذكير أن المقاومة الجنوبية التي حشدت في صفوفها عشرات الآلاف من المقاومين وكان لها الدور الحاسم في دحر المشروع الانقلابي بقدر ما جاءت لرفض هذا المشروع الانقلاب المسنود بأطماع الامبراطورية الفارسية بقدر ما كانت تتبنى قضية تحرير الجنوب على طريق تقرير مصيره المستقبلي ، وإذا كان الجنوبيون قد وجدوا تلازما بين نصرة الشرعية ومشروعهم التحرري فإن على الشرعية ان تعلم أن الجنوبيين لن يتخلوا عن قضيتهم ويمكن للشرعية ان تشكل تحالفا مع ممثلي الشعب الجنوبي على قاسمين مشتركين اساسيين هما: دحر الانقلاب وحق الجنوب في تقرير مصيره.
رابعا: حول المكونات السياسية: سأجد نفسي مضطرا للتذكير بما كنت قد قلته في منشور سابق وهو إن المجلس الانتقالي ليس بديلا للقوى والمكونات السياسية الجنوبية التي تركت بصماتها في ميادين النضال السلمي الجنوبي بل هو استمرار لتراث هذه القو ى التي لاشك انها ستستمر في أداء دورها السياسي طالما امتلكت مقومات البقاء والاستمرار وما المجلس الانتقالي إلا إطار سياسي لتوحيد طاقات الجنوبيين وتمثيلهم في الداخل والخارج.
وهنا أجدد الدعوة لكل القوى والمكونات والأفراد من مختلف الفئات والشرائح الى مؤازرة قيادة المجلس الانتقالي ومساعدتها في الاضطلاع بعملها وتقديم ما تستطيع من إمكانيات مادية ومعنوية لإنجاح عمل المجلس وهيئة رئاسته.
وأخيرا: إن المجلس الانتقالي ليس مجلسا للحكم على غرار مجلس التحالف الانقلابي في صنعاء، إنه إطار سياسي عريض مهمته انتقالية تتصل بطبيعة تحديات اللحظة التاريخية وهي كما قدمها الإعلان تمثيل الشعب الجنوبي في الداخل والخارج وتقديم القضية الجنوبية للمجتمعين الإقليمي والدولي وحشد الطاقات و الإمكانيات لبلوغ الشعب الجنوبي غاياته النضالية في بناء دولته الجنوبية على أرضه بحدود الواحد والعشرين من مايو ١٩٩٠م.
_________________________
* من صفحة الكاتب على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك