لوكان هادي رئيسا حكيما يتميز بشي من الدهاء والحنكة ، كان أحترم ابناء الشعب الجنوبي الذي احترمه وآزرة وكان سنده ومعصمه .. وماكان له ان يذر الملح على جرح شعب نزف ليحفظ ماء وجهه , ويزج بنفسه في اتون معركة سياسية اكبر من قدرته على ادارة تداعياتها .
لكن قلة حيلته , والتقدير الخاطى للموقف , جعلت منه مجرد اداة تحركها مشاريع الاصلاح وقوى النفوذ , ودفعته الى تحدى واستهدف شعبا كامل بقرارات عزل اصلاحية في تاريخ اعلان الشمال الحرب على الجنوب ، واوقعته في مأزق خسر فيه نفسه , وخسر الجنوب وخسر التحالف ..
واثبت للعالم من حيث لايدري ان الشرعية لاتسيطر سوى على قصر المؤتمرات بالرياض , وان التغني بسيطرة الشرعية على 80% من الارض مجرد اكذوبه تدحضها الشرعية الثورية الجنوبية , التي اعادت قراراته التعسفية الروح الى جسد الثورة واسهمت في لملمة الصف الجنوبي وتوحيد القوى والتوجهات في بوتقة الدفاع عن الجنوب والانتصار لقضيته من الاخطار التي تتهددها ، وفي حدث تاريخي وحشد مليوني واستفتاء شعبي تعانق فيه عدن كل الجنوب من المهرة الى باب المندب رفضا لشرعنة واخونة عدن المحررة ..
هادي لم يكن يوما مع الجنوب وقضيته , وقد ظهرت مواقفه التآمرية في اكثر من موقف , وقد تجرعنا مرارة تصديقه وتبرير المناصرين له بحجج واهية حرصا منا على لحمة الصف , لعل وعسى تفرج وينقشع الغيم وتزول الغشاوة ، لكن للاسف كل ماله الا استوطن في الغوط وتمكن ..
وبقدر مانسف هادي ثقة الجنوبيين فيه بممارساته العبثية التي نشهد فصلها الاخير , فقد خيب ظني وظن الكثيرين به .. حيث لم يدر بخلدي ان يأتي يوما لم استطع فيه التفريق بين ماكان يقوم به المخلوع ضد الجنوب وشعبة اثناء حكمة وتحالفة مع الأصلاح ، ومايقوم به هادي اليوم .. وان يتحول هادي الجنوبي الى دابة يركبها من كفروا الجنوب ونكلوا بشعبه وجوعوا ابنائه ونهبوا خيراته وثرواته .. وينتهج نفس سياسة وتوجه المرتزقة والناقمين على الجنوب وشعبه .. ويستغل شرعيته للتعامل مع قيادات الجنوب ورموزه بكل صلف وكأنهم كيان غريب لا مكان ولا قيمة لهم في ارضهم التي تحررت بسواعدهم , ويتنكر لصبرهم ولتضحياتهم وانتصارهم لشرعيته .. وينقلب بجرة قلم على تحالف الشراكة مع ابناء جلدته وزنده ومعصمه , ويعمل على نكش الجراح بدلا من تضميدها ..
ليست المرة الأولى التي تتجه فيها الانظار نحو عدن .. ولكن هذه المرة تختلف الانظار والتوقعات باختلاف الحدث والاسباب وثقل ومكانة الاطراف .. ثقل شعبي كاسح لقيادات جنوبية ذات حضور وتأثير طاغي , لم تغريها مباهج السلطة , وظلت متمسكة بثوابتها ومبادئها واهدافها.. ورئيس جنوبي معاق سياسيا واداريا وفكريا , خدمته اللحظة رغم عدم امتلاكه لاي قاعدة شعبية او سند سياسي حتى في مسقط راسه ، فلم يحسن استغلالها بتعزيز مكانتة وتوطيد ثقتة بأبناء شعبة ..
#shefaa_alnaser