الناصريون يتوحـــــدون
شبوة برس – متابعات - خاب الغرب عندما توهم انه استطاع تغيير وجه مصر ، هذا البلد العربي الكبير الذي تميز في الخمسينيات من القرن الماضي ، بدور طليعي وتقدمي في ريادته للتغيير الاجتماعي وللاستقلال الوطني وفي طرحه لقضية الوحدة العربية.
كانت حسابات الغرب تسير في عكس اتجاه التاريخ فاتفاقية كامب ديفيد التي أبرمها أنور السادات لم تستطع أن تشطب من ذاكرة المصريين صفحات مجيدة من المقاومة الشعبية والصمود الوطني والقومي و في عقيدة المصريين جيلا وراء جيل ظلت إسرائيل هي العدو.
شكل نهوض التيار الناصري بعد ثورة يناير التي أطاحت بمبارك أولى بشائر التحول الأصيل في المناخ الشعبي والواقع السياسي المصري ، وجاءت النتائج التي حصدها المرشح الناصري حمدين صباحي في انتخابات الرئاسة لتكرس تلك الحقيقة بشكل واضح على الرغم مما تعرض له الناصريون من تآمر سياسي وإعلامي وميداني على يد فلول النظام السابق وتنظيم الاخوان المسلمين والقوى التي تمولها قطر والسعودية والتي تطارد الشبح الناصري في كل مكان وتخشى عودة المارد الذي تحدى الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية.
من الواضح أن الخطوة التي أعلنت في ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر من القاهرة عبر توحيد جميع القوى والأطراف الناصرية في حزب واحد تشكل نقلة مهمة في واقع التيار الشعبي التغييري في مصر وهي تؤمن حشدا للطاقات والقدرات الكبيرة التي كانت مشتتة بسبب تشرذمها إلى جماعات ومنظمات صغيرة متنافسة.
البرنامج الناصري الذي عبر عنه صباحي في معركته الرئاسية يلبي مصالح وطموحات القوى الشعبية المصرية من الفئات الوسطى والطبقات الفقيرة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي وهو يجسد أيضا مبدأ الالتزام بقضية التحرر الوطني وبالعروبة وباستعادة مصر لدورها القيادي في بيئتها القومية كدولة كبرى متحررة وفاعلة تناصر فلسطين وتدافع عن مشروع الوحدة والنهوض القومي وتتصدى لمشاريع الهيمنة الاستعمارية في المنطقة.
توحيد الناصريين سيكون مقدمة لخوضهم معركة الانتخابات المقبلة في مصر وهم التيار المؤهل لفرض وجوده بقوة وفاعلية في الشارع وفي الحياة العامة وهم الجهة التي تعطي في حركتها مؤشرا على فرص النهوض الوطني والقومي في مصر الأمر الذي قد يستغرق سنوات قادمة لكنه سيكون حصيلة تراكم للنضالات والجهود لا بد وان يثمر في النهاية تغييرا سياسيا شاملا من شانه أن ينعكس على صورة المنطقة والعالم فالناصرية التي تجدد ذاتها فكريا وثقافيا ، كمشروع للتغيير وللتقدم وللتحرر ، تثبت مرة أخرى أنها قوة قابلة للحياة وللتطور ، والنهوض بالتحديات الجديدة وليست مجرد تعبير خافت عن حنين ثقافي إلى أمجاد مضت وولى زمانها .
متابعات صحفية