منطقة الشرق الأوسط اشبه برمال متحركة في تفاعلاتها وعلاقاتها وحتى في حروبها وما ان يتخيل للمراقب اننا نقترب من التسويات والحلول للازمات والحروب حتى تظهر ازمات جديده تنسي الناس ماقبلها وتصبح هي "هم" الساعة رغم ان ازمات وقضايا كانت ساخنة وملتهبة قبلها..
إن اعتماد الانظمة وتحديدا العربية على التسويف واهمال عامل الوقت وعدم الأكتراث بما قد تحدث فيه من ازمات كنتاج طبيعي لتجاهل ماقبلها وعدم الاكتراث بحلول منصفة لها كنتيجة لرغبات واطماع لدى البعض في ان يكبر والبعض تجتاحه رغبة في تزعم المنطقة وهكذا دواليك منذ نشأت القضية الفلسطينية في حرب 1947م ووﻻدة القضية الجنوبية عام 1967م.
إن ماشهدته المنطقة العربية منذ الحرب العراقيه مرورا بغزو صدام لدولة الكويت عام 1990م , والغاء اتفاقيات الوحدة بين دولة الجنوب ودولة الشمال بشن الشمال الحرب على الجنوب عام 1994م ثم الربيع العربي وماتعيشه المنطقة من عجز شامل في اقتحام الازمات والحروب ومعالجتها وفق حالاتها أدى الى تفاقم رهيب في توالد تلك الازمات والحروب ومثال على ذلك الحرب في اليمن والجنوب العربي والتي لم تحسم بينما اجلت تلك الحرب ان ﻻقضية في منطقة الجهوية اليمانيه غير قضية الجنوب العربي ويقابلها اطماع توسعيه تتلبس مختلف اطراف صراع السلطة في اليمن العربي وﻻعلاقة لها بوحدة أو أخوة وإنما أطماع توسعيه غير مشروعه في ارض الجنوب العربي واخضاعها لﻻحتﻻل اليمني وهي الحقيقة التي ظل العرب يتجاهلونها ومازالوا..
فهل بعد الضربات البحرية الاميركية على قاعدة عسكرية في سوريا التي تدفع الثمن عنها وعن بلدان عربيه اخرى اقول هل تتجه المنطقة الى المزيد من التصدع في علاقاتها وظهور محاور لتحالفات دولية جديده واكثر سخونه ام اننا فقط ندفع ضريبة إرهاصات انبلاج فجر جديد يستعيد فيه اصحاب الحقوق حقوقهم المشروعه ويتخلى الطامعون عن اطماعهم التوسعيه بالقطع الجواب ستظهره قادمات الايام القريبة ولن يطول انتظاره؟!!