لا شك أن واحدة من أهم إنجازات مواجهة الحوثي قد كشفت حجم الأحزاب الدينية اليمنية ودور قادتها في حشد المقاومة والتي أظهرت أنها لم تستطع الدفاع حتى عن منازل قادتها ولا مجرد القتال المحدود ضد الحوثي في أدنى صوره.
وكعادة تلك الأحزاب الدينية اليمنية تجيد الهروب إلى الأمام فقط وتناور لتبقى تعوم فوق الأحداث سواء من خلال انشغالها بجمع المال وخصوصا مال المساعدات أو النصب على من يقدم لهم ولحكومتهم الدعم لمواجهة الحوثي والمخلوع أو حتى من خلال السيطرة على وسائل الاعلام و صنع انتصارات وهمية ليتم التدليس على العالم بحضورها.
"حزب الرشاد اليمني" برئاسة محمد موسى العامري ( المعتقل سابقا بتهمة الإرهاب قبل سنوات في دولة عربية) يحاول اليوم تبييض صفحته وصفحة حزبه وعندما لم يجد إنجازا يمكنه أن يفاخر به في مواجهة الحوثي والمخلوع لجأ إلى كيل الاتهامات للذين تصدوا بالرجال والدماء والإمكانات البسيطة والمحدودة للمشروع الحوثي ولأنهم "أبناء الجنوب" وطبعا ذلك لا يسر العامري ولا يفرحه فقد وجد أقرب الطرق للتدليس والكذب و هو اتهام الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية بأنها تعمل لصالح مشاريع إيران في المنطقة ولم يكلف نفسه عناء الرد عن سؤال مفترض سهل يمكن أن يوجهه له أي مواطن جنوبي بسيط و هو (هل من قاتل عملاء إيران الحوثة في عدن وقطع يد ايران من السيطرة على عدن و باب المندب يمكن أن يكونوا عملاء لإيران؟).
نحن ندرك في الجنوب حجم خيبة الأمل لدى تلك القوى اليمنية من دينية أو عسكرية أو قبلية وهي ترى الجنوبيين يقودون المعارك بشرف ورجوله "قل نظيرها لدى غيرهم" , ويحققون الانتصارات المتلاحقة ويرون في هزيمة الحوثي إضعاف موقفهم السياسي (الأحزاب اليمنية) أمام التحالف العربي وتعريتهم وكشف عوراتهم وهذا أمر أصبح مكشوفا للجميع ولم يعد موضع نقاش بعد أن عجزوا عن الخروج من مأرب بعد كل الدعم العسكري و المالي الهائل واصبحت معاركهم مجرد كوميديا سمجة أضحكت كل العالم عليهم.
لذا أقول للعامري أن الجنوبيون أثبتوا أنهم الأكثر عروبة وصدقا في مواجهة ايران, وحافظوا على عدن برمزيتها الكبيرة بوابة العرب الجنوبية بينما أنتم تتسابقون على جني المكاسب الشخصية والحزبية في عالم أصبحت فيه كل أعمالكم معروفة ومدونة للجميع وسيشهد التاريخ أنكم خذلتم الأمة العربية في أكبر معاركها في التاريخ الحديث.
*– أكاديمي وباحث سياسي