ظلت أحزاب اللقاء المشترك التي تم نسج خيوط تأسيسها بين صنعاء ودمشق بعد كارثة حرب صيف 1994م تمارس دور المحلل لنظام الحكم المنتصر في العربية اليمنية وكان دينموها المحرك الراحل جار الله عمر أحد أبرز مؤسسي الحزب الاشتراكي اليمني ثم بعد حرب 94م امينه العام المساعد وحزب تجمع الاصلاح اليمني بشقيه الجهادي والاخواني ..
وقد لعبت احزاب اللقاء المشترك دورا سيئا في العملية الديموقراطية وكابحا رئيسيا لنمو الديمقراطية وبناء مؤسسات الدولة من خلال تحولها الى وجه اخر لسلطة الحكم..
وجسدت الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2006 انموذجا في عدم جدية تلك الاحزاب في الاسهام لحل المعضلات التي تعانيها الوحدة اليمنية ويعاني منها الشعبين في الشمال والجنوب..
ان قبول تلك الاحزاب بتزوير نتيجة تلك الانتخابات كما سبق لها بقبول الحكم المحلي المسخ ووقوفها كشاهد زور بمشاركتها في لعبة الانتخابات المحلية التي تجريها السلطة لتجميل وجهها والحصول على المزيد من الدعم الدولي من المانحين الذي يتم تقاسمه ببن قوى النفوذ كل حسب قوته..
وجاءت ثورة الربيع في 11 فبراير 2011 التي قادها الشيخ حميد الاحمر والشيخ الزنداني والجنرال علي محسن الاحمر بينما ظلت احزاب اللقاء المشترك حائرة بين الثوار وبين راعي نعمتها الرئيس صالح..
ومع اشتداد الازمة قدم الرئيس صالح تنازﻻت كبيرة لتلك الاحزاب كانت ستنعكس ايجابيا لصالح اليمن والشعب اليمني منها تعديل الدستور واقرار النظام البرلماني واعادة فتح التسجيل الانتخابي واعتماد القائمة النسبية واجراء الانتخابات المحلية والبرلمانية - التي تعطلت منذ 27 ابريل 2009م بسبب احزاب اللقاء المشترك - والرئاسية رغم ان فترة وﻻيتها لم تنته بعد..
لكن كل تلك الحلول لم تلق القبول من قبل تلك الاحزاب التي تعودت على مداهنة الحاكم والانتفاع من عطاياه المجزية على حساب الوطن اليمني والشعب اليمني شمالا وجنوبا حد تعبيراتها..
ومع تطورات الاحداث وتسارعها واعتماد حل المبادرة الخليجية سارعت قيادات محسوبة على اللفاء المشترك وعقدت مؤتمر في القاهرة خرجت فيه بحل الفيدرالية بين اقليمين لكن رفاقهم في اللقاء المشترك رفضوا مشاركتهم في توقيع المبادرة معهم في الرياض نهاية نوفمبر 2011م ..
ورغم ماحدث من ازمات وحوارات انتهت بحرب 2015 التي وصفتها قيادات محسوبة على ايران بانها حرب على الدواعش وليست على الجنوب!!؟
واليوم السبت 18 مارس 2017 يتم استنساخ تجارب تلك الاحزاب -الجديدة القديمة- بعقد كونفرنس المكلا ببهارات تحمل مضامين متباينة وعناوين مخاتلة ليست غريبة على الجنوب وعلى شعب الجنوب وقد سبق وجربها منذ 1967م ولم يجن منها غير هذه الاوضاع الكارثية..واذا هناك شيء مستغرب فليس غير اصرار بعض القيادات الجنوبية على تكرار نفس التجارب في معمل التجارب المستدام الجنوب بغرض الحصول على نتيجة افضل من نتائج التجارب السابقة والتي فشلت جميعها ويبقى ممثل شعب الجنوب الذي ﻻيمكن معرفته غير من خلال انتخابات نزيهة او استفتاء شعبي عام وليس غير ذلك من وسائل التسابق..!!
علي محمد السليماني.
18مارس 2017