عيدروس جاء للسلطة من أجل إنقاذها من السقوط في وحل الإرهاب وقد نجح في مهمته …نجاح الأجهزة الأمنية في العاصمة يتم إفشالها بملف الكهرباء ، وهذه الحرب التي فتحتها قوى الاقتصاد التابعة للشرعية هدفها الأول والأخير ليس برفع التسعيرة أو تخفيضها هدفها إسقاط عيدروس من المحافظة لكونها تعتبره خصمها وسيتعاملون معه كما تعامل عيدروس مع الارهاب …
طموح القوى المسيطرة على قرارات الشرعية إسقاط عيدروس وهي تدرك انها ستفشل عسكريا وتأكد لها ذلك مؤخرا بعد أحداث المطار ..ما دفعها إلى اللجوء إلى افتعال حرب الخدمات التي تستخدمها كلما أرادت أن تحقق مكاسب سياسية لها والقوى التي تعمل معها ، ولعلنا نتذكر قبل أشهر فور تغيير مدير شركة النفط السابق عبدالسلام حميد واستلام خلفه الشيخ ناصر بن حدور مباشرة انتهت أزمة الكهرباء والمشتقات النفطية وخلال وقت قياسي ..مثل هذا السيناريو الناجع في تحقيق المكاسب تريد القوى المتجلببة بثوب الشرعية أن تفرض ما تريد حتى ولو كان ذلك بطريقة قذرة وعلى حساب معأناة الناس ، لان هذه الحرب لا تمتثل لأي أخلاقيات أو قوانيين ..
إسقاط شخص كعيدروس عبر انقلاب عسكري مصيرة الفشل ، لهذا تعمل القوى المضادة على إسقاط القائد الجنوبي الذي يحظى بشعبية واسعة شعبيا عبر حرب الخدمات ، ولأن عامة الناس لا يهمها من يحكمه بقدر ما يهمها من يوفر لها أهم مقومات الحياة وعلى رأسها الكهرباء ..لذلك قد تنجح هذه القوة بإسقاط محافظ عدن اذا لم يسعى الأخير لفك شفرات هذه الأزمة وسرعة إيجاد الحلول العملية للكهرباء بأي طريقة. واخضاع مؤسسة الكهرباء للرقابة العسكرية نتيجة الفساد الكبير الذي يتفشى في اروقتها والذي لا يمكن اقتلاعه بشكل سريع ودون وجود البديل الوطني …ثم إن معظم محطات الكهرباء على سبيل المثال محطة الحسوة تمثل عبء على الدولة وتصرف ديزل ومازوت بقيمة أكبر مما تنتج وحتى عدد موظفيها الذين يزيدون عن 300 يشكلون فائض وعالة على السلطة والحل هو انشاء محطة كهربائية تعمل على الغاز حتى لو استمر انشائها أكثر من 14 شهر بدلا أن تتكرر هذه المعاناة خلال السنوات القادمة …
أيضا نحن بحاجة لوعي شعبي للتقنين من الاستخدام والربط العشوائي ومساعدة مؤسسة الكهرباء بدفع الرسوم الشهرية والتبليغ على كل الأشخاص الذين يستهلكون الكهرباء من خلف العداد …وبالأخير حل أزمة الكهرباء حل مشترك بين الشعب ومؤسسة الكهرباء فقط نحتاج أن نكون وسيط مجتمعي مستقل للقيام بعدة حملات تنتشل عدن من وضعها الحالي بمساعدة الإعلام في الجانب التوعي دون ذلك ففصول المعانأة لن تنتهي على المدى القريب…
وبالأخير نذكر أن عيدروس هو الهدف في معركة الخدمات وعلى عيدروس أن يدرس مسرح المعركة ونقاط قوته وضعفه كي لا يقبل على شعبه المعأناة وكي لا يكون كبش فداء لتسليم عدن للشرعية الإصلاحية.