لكن السؤال لماذا هذه المحافظة؟
الإجابة في جزء منها تكمن فيما تعرضت له هذه المحافظة خلال فترة السبعينات من انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان من قتل خارج القانون تحت شعارات ثورجية واخفاء لاشخاص حتى اليوم لم يعرف مصيرهم واعتقالات و مصادرات وسطو على املاك باسم الدولة ادت كلها الى نزوح الاف بل عشرات الاف من سكانها الى مأرب اليمنية (مركز الثأرات القبلية) والبقية إلى دول الجوار وولد هناك بعض الاجيال المتشبعة بأفكار حادة شحنت بحقد على كل ما له صلة بنظام ما قبل الوحدة أدت الى احياء ثارات مالبث ان استغلها نظام صنعاء وشجعها و هو ما خلق حالة من الفوضى و القتل ايضا خارج القانون نتيجة تراخي السلطة و القانون وكذلك لعدم تدارك الامر والذهاب الى نوع من العدالة الانتقالية تتوقف أمام ما جرى و التي كان من الممكن أن تسهم في تخفيف التوترات الناجمة عن مرحلة السبعينات.
اليوم شبوه تعيش حالة من التمزيق السياسي لأجل خلق توازنات تحكمها مصالح وارتباطات لفئات مع نظام صنعاء بنظامها القديم والجديد الهارب وحتى القائم على سلطة الأمر الواقع التي يحكمها الحوثي وهو ما يعقد الوضع أكثر.
ان لم تطهر شبوة من رجس افعال بعض ابناءها بها وتخرج من عباءة هذه القوى المرتبطة بمراكز الصراع والبحث عن مصلحة أبنائها فانها ستصبح مسرح لتصفية الصراع القائم اليوم بل ويمكن ان تذهب اجزاء منها كترضيات لبعض القوى النافذة في صنعاء.
ان شبوه خصوصا و الجنوب عموما يحتاج الى عدالة انتقالية جادة لتتخلص من إرثين إرث الجبهة القومية والاشتراكي و إرث حكم المخلوع وحليفه حزب الإصلاح.