كل عام و أنت العار ، سيدي الرئيس .

2013-03-01 07:14

عامان مضت على ذاك اليوم المشهود الذي تذكر الإصلاح فيه فجأة بأن الرجل الذي شاركوه الحكم سنين طويلة سفاح سارق ، ليسارعوا إلى الساحات يؤطرون مفترشيها من الشباب فينتهوا بتحييدهم و سرقة كل الثورة منهم .

 

عامان متخمان بالتدليس مارسه مدّعي الثورة و التغيير تجاه حراك شعب الجنوب بغية سرقة نضاله هو الآخر ، فلما استعصى ، عادوا ليفتحوا صفحات غابره من عهد صالح الذي فعليا لم يطوى بعد ، ليطّبقوها بنجابة ، كطلاب لمدرسته أوفياء ، و لكن باسم الثورة كمتطلب مرحلة كان فاضحا لهم أكثر منه مشرعنا .

 

ثوار و أحرار يتظاهرون لا لرفع ضيم أو استنكار بطش ، و لكن تمجيدا لحاكم و احتفال بتكريمه و ذكرى تُسَيُسه ، وقد كانوا هم أنفسهم الذين أعطوه ال 99 % المستحيلة ، ليصبح القائد و الرمز و زعيم الأمة المخلص ، ليرتاح بالزعامة رئيس و يتزعم بالرئاسة بعده نائبه ، و كان قد طاب لهم أن يكون كل ذلك على حمام من الدم و أشلاء من الجثث ، كطقوس يتجرعها الجنوب بعودة ال 21 من فبراير لعام آخر ، طقوسٌ تتوحد خلالها احتفالات و مواقف فرقاء صنعاء على جروح عدن و أنين أبناءها .

و في المحصلة بعد عاميين من ادعاء التغيير لا شئ تغير .

 

" الحراك المسلح الشيطان ، الحليف لأم الشرور إيران " تهم استهلكها صالح لتشويه الحراك و تبرير قمعه ، و لأن شيئا لم يتغير فقد ضلت صنعاء الثورة كصنعاء ما قبلها تشيطن الحراك و تحلل سكب دمه ، فكان المشهد أن يقتل منه 15 في عدن بدم بارد فيما اسموها حادثة اعتداء مسلحي الحراك على مهرجان الوحدة و ذكرى التنصيب ، في معجزة لا تجد الألباب لها تفسيرا ، أهو سحر أم هي قدرة خارقة تلك التي نقضت مسلمات الفيزياء و جعلت رصاص مسلحي الحراك المصوب إلى نحور أهل الوحدة المسالمين يرتد إليهم فيوقع منهم 15 قتيل و قرابة  ال60 جريح ،  رخص في الإدعاء لا ينطلي على الجاهل من الناس حتى .

 

و بالعودة إلى مسلمات الفيزياء ، فالقتلى 15 و الجرحى 60 و من طرف واحد ، إذا لم يكن هناك اشتباكات و إلا لسقط الدم من الطرفيين ، و لكنه اعتداء من طرف السلطة و أحزابها الحامية لوحدة الفيد ، و ثقته العدسات التي سجلت أيضا جمعهم الهزيل من على الأسطح و المباني التي اعتلاها شباب الجنوب بأسلحتهم المكعبة الهيئة بثقوب شفافة في الوسط ليصوبوها تجاه المليونية المزعومة فيسقطوا زيفها .

 

" لم يكن راضيا عما حدث " يسترسلون في الدفاع عنه ،  كأنما عبدربه هادي مواطن مسكين لا حول له ، و لا يملك من القوة إلا رأي يعتقد المتمسحون به أن يختلج صدره ، 4 قتلى كانت فاتورة جلوسه لولاية البلاد عاما خلى من الآن ، و اليوم يتضاعف العدد قربانا ، فلا كأنه يرى و لا كأنه يسمع ، و لا كأننا أهله و لا كأن المحافظ و قوات الأمن و الجيش عاملين لديه ، و كأنما هو صنم من حجر لا ينفع و لا يضر ، وظيفته الانتصاب بقامة عسكرية لتلتقط له الصور .

ليحق سؤال الناس في عدن " أين هادي من القتل الذي حدث ؟ " ، فيجيبهم ساخر " مش فاضي ، يلمع جبهته الرئاسية " .

 

أخيرا ، في حال كان سيادة المكرم على دماءنا غير راض و عاجز عن الحركة فعار عليه بقاءه حيث لا تحترم له كلمة ، و كذا عار على عار يلبسه الدهر كله إن ارتضى أن نموت لينعم حضرته بسلطة زائفة .