نشرت الكاتبة التونسية الشجاعة "ريهام زيدون" على صفحتها في الفيس بوك بعض مادار بينها وبين السفيرة اليمنية المتجولة توكل كرمان من حزب الاخوان المسلمين في اليمن (الاصلاح اليمني) التي قالت فيها ان الجنوبيين ﻻيحاربون الانقلابيين ولكنهم يحاربون الشماليين وانتقدت الكاتبة التونسية مثل هذا الخطاب السياسي المثير للكراهية مع ان هذه النوبلية تحصلت على جائزتها من اجل السلام!! واعلنت انها تقطع اتصالاتها معها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لما وجدته فيها من حقد على شعب الجنوب وكراهية له وعدم تحبيذها للتصالح والتسامح الذي يحتفل به الجنوبيين ..
كما اعلن احد مستشاري نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الاحمر الذي قال ان الجنوبيين خطابهم السياسي مقيت وان الوحدة اليمنية لن نفرط فيها !!
طبعا المستشار لن يقول مثل هذا الكلام الذي يتحدى به ارادة شعب الجنوب الذي يطالب باستعادة دولته واستقلاله بعد فشل اعلان الوحدة اليمنية بين دولتي الجنوب والشمال في 22 مايو 1990م وشن الشمال الحرب على الجنوب صيف 1994م منقلبا على كل اﻻتفاقيات الوحدوية بين الدولتين الساميتين التي تم توقيعها منذ عام 1972م وحتى عشية اعلان الوحدة واحتل الشمال الجنوب في 7/7/1994م مستعيدا نظام دولته التي ذابت بموجب اتفاق اعلان الوحدة في النظام الوحدوي الجديد بشخصيته اﻻعتبارية وتم فرض الاحتلال الشمالي على الجنوب بالقوة العسكرية التي كان ابرز قادتها والمحرضين عليها الفريق علي محسن الاحمر نائب رئيس الشرعية حاليا ومعه حزبه الاسلامي المتطرف (حزب اﻻصلاح اليمني) الذي اصدر قادته فتوى في تلك الحرب بجواز قتل المستضعفين في بيوتهم لتعميد الوحدة اليمنية او الموت بالدم..
ان التمسك بشعار فرض الوحدة اليمنية بالقوة العسكرية والحرب والتهديد العلني بذلك يعد انتهاكا صارخا لحقوق اﻻنسان وانتهاكا صارخا للامم المتحدة ولدول التحالف العربي لكون نفس العقلية موجودة في الطرف الاخر الانقلابي المدعوم ايرانيا والمتحالف علنا ضد العرب وتحديدا دول وشعوب الجزيرة والخليج العربي وعلى القيادات الجنوبية في الشرعية وفي الشتات والمهم في الحراك الجنوبي ومقاومته الجنوبية الباسلة ان ياخذوا مثل هذه التصريحات على محمل الجد فهي مؤشر على نضوج فكرة شن الحرب الثالثة على الجنوب وان ساعة الصفر لهذه الحرب تقترب وستكون من طراز جديد وبادوات وتسميات جديدة منها القاعدة وداعش والشرعية ( طبعا المقصود شرعية فرض الوحدة اليمنية بالقوة )
وعلى الجميع ان ﻻيركنوا للجهود الديبلوماسيه المبذولة او يراهنوا على خلافات "وهم" بين الاطراف الشمالية المتفقة على ابقاء الجنوب تحت اﻻحتلال باسم الوحدة اليمنية او الموت ..
ومن المؤكد ان اﻻطراف الشمالية تنفذ اجندات خفيه مطلوبه منها ومن اهمها اطماع توسعية ﻻتمت باي صلة بالوحدة وابقاء الجنوب تحت احتلال الشمال وزعزعة امن واستقرار المنطقة العربية وتعطيل جهود السلام في الشرق الاوسط والحيلولة لمنع قيام الدولة الفلسطينية او على الاقل تاخيرقيامها.. وﻻاعتقد ان بعض دول التحالف تدرك خطورة مساندتها للجنرال علي محسن الاحمر وحزب اﻻصلاح حاليا لكن مع التحلي بسياسة النفس الطويل ستكشف المراحل القادمة ماهو غير مكشوف في لعبة مايسمى الوحدة اليمنية وفرضها على الجنوب بالقوة العسكرية ومنها االقاعدة وداعش ﻻ بل ايضا ستكتشف - وارجو ان ﻻيطول ذلك - دول التحالف خطورة الاجندات الخفية واﻻطماع التوسعية التي تنفذها مختلف اﻻطراف الشمالية (اليمنية) ايضا عليها..
ومن يملك النفس الطويل سيكسب سيما شعب الجنوب العربي ومطالبه العادلة بقيام دولته دولة الجنوب العربي الفيدرالية المحققة ﻻمن واستقرار المنطقة بما فيها اليمن الشقيق!! ..