مصالحة الدم ومشاريع ما بعد الحرب (1 )

2017-01-21 09:57

 

كل الحروب تنتهي بمصالحة سياسية بين الاطراف المتنازعة وفي حرب كحرب اليمن تتشابك بها الاطراف المتصارعة على الأرض وفي السماء لا احد  يملك العصمة في إيقاف هذه الحرب وقت ما تحضر الصفقات السياسية على طاولة السلطة ..

 

الخاسر الوحيد في كل  ما يحدث في هذه الحرب هو الشعب الذي يدفع ومازال يدفع ضريبة باهظة على مستوى الجبهات وعلى المستوى المعيشي والمستويات الاجتماعية والبنيوية التي تتأثر بالسلب خلال هذه المعركة والتي من الصعب ترميم آثارها على المدى  القريب اذا ما وضعت الحرب أوزارها ..

 

في الشمال والجنوب اتسعت دائرة الكراهية وبات من الصعب أن يتقبل الجنوب الشمال والعكس مهما ابدا الأخر محاسن وتطمينات مستقبلية  فالخارطة الجغرافية التي فرضتها المعركة وحددت ملامحها  ليس بمقدور احد تجاوزها ولا العمل مستقبلا على تهميشها وفق اي صفقات قد تبرمها الشرعية مع خصمها على السلطة الحوثي وصالح  ومن هنا يفترض بأن اي توازنات قادمة يجب ان تتعاطى مع المعطيات التي فرضتها المعركة على الأرض  ..

 

وهذا يعني ان اي مشاريع مستقبلية تتجاهل الجنوب وقضيته لن يكتب لها نجاح حتى على الورق ومشاريع ما قبل الحرب التي ماتزال حديث الشرعية والتي ايضا يرفضها الحوثي وصالح هي محل رفض المقاومة والشارع الجنوبي والأقاليم التي تسعى إليها سلطة هادي بجهد دؤوب من رئيس حكومته بن دغر تعد مجرد ماضي ويجب على الشرعية منذ الآن ان تحسن من جبهتها الداخلية في المناطق المحررة وان تتجنب طرح مشاريع لا تحظى بقبول شعبي والتفكير جيدا بحلا يبقيها على الأقل بمئمن في مقرها بمعاشيق  للايام القادمة مالم فأن ما ستشهده الساحة السياسية قادم الايام قد يجعل حكومة معاشيق هدفا غير محمود للمقاومة وللجنوبيين التي تتعمد تحرشهم عبر وسائل الإعلام وهي تتفاخر بمشاريع التقسيم التي خرجت من وكر مؤتمر حوار صنعاء وكانت وراء هذا الحرب ..

 

ما يجب علينا الان التفكير به هو ما سنجنيه من وراء كل هذه التضحيات على الارض والقتال في صفوف التحالف فسلامة الانتصار يبقى مرهون بما سيحققه من رخاء واستقرار تنموي في محافظاتنا  دون القبول بأي مشاريع لم نكن جزء منها وظلت مرفوضة طيلت اشهر انعقادها ..

 

تعزيز سلطة المقاومة في الحكومة مهمة ليست عسيرة وعلى ساسة الجنوب العمل بوتيرة عالية والتقارب من أجل تتويج انتصارات المقاومة وفرض ما تطرحه على الارض وما تقاتل من أجله ..

 

في أي حرب طرق السلام تظل مفتوحة ومرهون بالقوة والضعف كل القوى التي تخسر كل يوم على مختلف المستميات اهمها الاقتصادي ..لكن هذه الطرق الواسعة تستصغر كل التضحيات وتبيع تضحيات الاطراف الاضعف سياسيا بثمن بخس لصالح القوى الاكثر تنظيما  ومن هنا يجب علينا التفكير جيدا بمستقبلنا في الجنوب وبثمن هذا الانتصار الذي قد يباع ببلاش للاحزاب اليمنية التي تصدر نفسها على أنها القوة على الأرض في مواجهة الحوثي وهي بالأساس تعد قوتها لمجابهتنا بعد ان يتم تحجيم قوت ونفوذ الحوثيين وصالح ..

 

في الوقت الذي سنكون نحن فيه قد خسرنا كل قيادتنا الميدانيين وابرز مقاتلينا  في الجبهات الخارجية وتظهرنا الايام على اننا الحلقة الأضعف والمستهلكين اكثر  أذا لم نحسب حسابات خاصة بنا وسط حسابات القوى المستفيدة من هذه الحرب ..

 

#ماجدالشعيبي