اخر سلاطين لحج .. في رحاب الخالدين

2016-11-30 14:46

 

الامير علي عبدالكريم العبدلي هو ابن السلطان عبدالكريم العبدلي ، الذي تولى الحكم بعد الحرب العالمية الاولى ((1919)) وعمه الامير احمد فضل القمندان رجل السياسة والتاريخ والادب والفن والبستنه والفلاحة .. وعمه الثاني الامير محسن العبدلي ، الذي اوقف كل أراضيه الزراعية ((وقفاً)) لبناء المدرسة المحسنية التي سميت بأسمه ، وكذلك ارسى أوقافه لبناء مستشفى لحج وايفاء اطباء هنود لإدارته.

 

اما عمه الثالث فهو الامير يوسف العبدلي والد قبطان الرياضة اللحجي الامير علي يوسف فضل العبدلي . والامير عيسى عبدالكريم العبدلي .

 

بهروب السلطان فضل عبدالكريم بعد مجزرة جنائية ، دعته للهروب وبعد محاولة حكومة عدن استدعائه للتحقيق في تلك المجزرة . وبموجب الدستور اللحجي .. تولى الشيخ محمد علي العقربي (كونه رئيس المجلس التشريعي اللحجي). ادارة الحكم في لحج ، كسلطان حتى يحين تعيين سلطان جديد على لحج ، وأدارها العقربي بمهارة سياسية فائقة. ومثولاً للدستور اللحجي اجتمع رؤساء البيوت العبدلية ومعهم المندوب السامي البريطاني بعدن وفي ذلك الاجتماع ، تم تعيين الامير علي عبدالكريم العبدلي سلطاناً على لحج ، بموافقة البيوت العبدلية الخمسة وبعض من رؤساء القبائل اللحجية. وجرى تنصيب الامير علي عبدالكريم في احد بيوت سادة في مدينة ((الوهط)) ، الذي اعتادت بموجب التقاليد اللحجية منح السلطان الجديد((التعميد)) السلطاني وذلك بوضع العمامة العبدلية على رأسه من قبل السيد الهاشمي حسن جعفر السقاف. حينها يتم إلقاء الكلمات الترحيبية من كل رؤساء البيوت العبدلية يختتمها السلطان ((بالقسم)) تم بالكلمات التي توضح خط سيره السياسي الداخلي والخارجي ومشروعه في تطوير لحج.

بعد ذلك يسقي السلطان الجديد ((علي عبدالكريم)) ضيوفه القهوة على كل الحاضرين (فنجاناً) بعد (فنجان) حتى يستكملهم جميعاً بإشارة واضحة عن مدى تواضعه وقدرته على تقديم الخدمة.

 

استهل حكم السلطان علي عبدالكريم بتهدئة الأزمة السياسية التي نشبت في ظل حكم اخيه فضل عبدالكريم ثم اتجه نحو التطوير الزراعي في لحج ، فأقام (محلج) القطن ، ونشر زراعة القطن ، حيث غدت زراعة القطن زراعة (نقدية) درّت على مواطنين لحج الكثير من الأموال التي وظفت لبناء السكن وشراء السيارات الفارهة ومنح السفريات لتعليم لأبناء لحج للالتحاق بالدراسات العليا في كل من مصر والعراق والكويت والسودان وأجمل شيء قدمه علي عبدالكريم ، انه أهدى أجمل قصوره الصيفية (الروضة) التي تمثل تصميمها كقصر (القبة في مصر العربية) ومعها ملحقاتها من بساتين وأراضي زراعية.

 

وتنازل السلطان علي عبدالكريم عن كل أراضيه الزراعية وبيوته ، وملكها لمواطني لحج ، حيث طالبهم بعدم بيعها وتظل في حوزتهم الى اخر نسل في حياتهم.

والسلطان علي عبدالكريم (رحمة الله عليه) رجل سياسة من الطراز الممتاز ، فقد حاز على ثقة ابناء لحج ، ودعمهم له في السراء والضراء ، فأهدى لهم السكون والطمأنينة والأمل وحاول ان يضع لهم خارطة طريق لتطوير لحج وبناء مستقبلها ..

 

اما طريقة إقالته من الحكم ، كان جراء موافقة الوطنية وتعاكست أرائه مع الوجود البريطاني ، لقد رفض مراراً