تثار بين الحين والآخر ضجة ساخطة بالساحة الجنوبية كلما أقالت السلطة التابعة لحزب الإصلاح والرئيس اليمني هادي المعروفة بالسلطة الشرعية جنوبيا محسوب على الثورة الجنوبية ( الحراك الجنوبي) من منصب يشغله, وكأن القيامة قامت والأرض توقفت عن الدوران.
وهؤلاء الساخطون ينسون أو يتناسون عمداً أنهم ذاتهم الذين أيدوا هذه التعيينات وقبلوا بها من هذه السلطة, ولم يقل أحد منهم أنها سلطة احتلال كما يسمونها بعد كل إقالة تطال هذا المسئول أو ذاك.
فمن يقبل بهذه التعيينات وبهذه المناصب فعليه أن يقبل بقرار التنحية والإقالة من ذات السلطة , ولا يمكن التفهم لمنطق مَــن يؤمن ببعض الشرعية ويكفر ببعضها.!
فمَــن يرى أن طريقة الدخول في شراكة سياسية اضطرارية مع السلطة الشرعية اليمنية والقبول بها كسلطة رسمية والعمل تحت رايتها خدمة للقضية الجنوبية هي طريقة ممكنة كجزء من التعاطي مع واقع سياسي فرضته ظروف ما بعد الحرب (( وهي فكرة مقبولة إلى حدٍ ما وفقا لفلسفة ومنطق التكتيك السياسي أو حتى بالمنطق الميكافيلي :الغاية تبرر الوسيلة)) فعليه أن يعلم أن هذه الشراكة تمت بطريقة فردية وبقرار فردي من الذين قبلوا بها , وفعلاً لم يزعم أحد منهم انه قبل بهذه المناصب بتفويض من الثورة الجنوبية, وهو موقف يستحق الاحترام .
وبالتالي فأي إبعادٍ لهم من مناصبهم يعد إبعادا واستهدافاً لشخوصهم, ولا يمكن القبول الزج باسم القضية الجنوبية أو التخندق خلف منطقة جغرافية أو محافظة لمواجهة هذه الإقالة كمحاولة لتصوير الأمر وكأنه استهداف لكل أنباء هذه المحافظة أو استهدافا للقضية الجنوبية برمتها , فهذا التصرف ضرب من ضروب الأنانية وتصرف مشين بحق الجميع.
فهذه الإقالة أو تلك ليست استهدافاً للثورة الجنوبية الحراك الجنوبي لكون الحراك الجنوبي كثورة شعب له قضية وطنية سياسية أكبر من أن تختزل بمنصب أو بمكسب ,ولا يقبل الذوبان بسلطة هي وفقاً لشريعة العقل وشرعية المنطق سلطة الدولة التي يقول هذا الحراك منذ سنوات أنها دولة احتلال, بصرف النظر عن الانتماء الجغرافي لرأس مؤسستها الرئاسية.
وفي الوقت ذاته لا يجب أن تصادر هذه الثورة على أبنائها حق الاجتهاد والمساهمة بتملس الحلول الممكنة, بما فيها طريقة التعاطي مع هذه السلطة( سلطة شرعية اليمنية) والتماهي داخلها كما هو حاصل من قبل الرموز الجنوبية التي لا شك أن ((معظمهم)) رموز مخلصة حملتْ على كاهلها هَمّ الجنوب وقضيته منذ أكثر من عقدين من الزمن, ونكبّـــر فيهم تضحياتهم وشجاعتهم.
*قفله : إذا ركب اثنان معاً الحصان نفسه، فاحدهما يجب أن يكون في الخلف. !