المسالة اليمنية قديمة وتعود الى ابتداع الامام الذكي يحيى حميد الدين ومستشاريه الدونمي محمود نديم بك والى الخلافة العثمانية الذي بقي مستشارا للامام بعد استقلال اقليمي الزيود الاعلى والشوافع الاسفل ورئيس الجالية اليهودية اليمنية في صنعاء سالم الجمل وكبير التجار اليهود في صنعاء واعوانه من الفرقة الاولى في بيت بوس وخمر واورشليم مناخة مؤسس مذهب الدونمة اليهودي الديانة والاسباني الاصل والتركي الجنسية شبتاي ( الشبزي ) والذي قدم الى صنعاء عبر رحلته الطويلة من اسطمبول الى القدس والقاهرة وجده فالمخاء حتى وصل صنعاء في القرن السابع عشر..
لقد استحدث الامام يحيى هوية سياسية وطنية ( اليمن) متخليا عن اسمه الهاشمي مدعيا انه الوريث الوحيد والمالك الحصري للجهوية "اليمنية" وهو ادعاء ظل متلازما للاشقاء في اليمن السياسي على مدى مايقرب من المائة عام وعلى مختلف عهودهم المتقلبة وانتج الكثير من المصائب والحروب في هذا المسخ المستحدث ( اليمن السياسي ) والذي يتمسك بمايسمى اليمن الكبير بقومية يمنية تلغي عراقة وحضارة القومية العربية في عقر دارها جزيرة العرب وخليجها العربي بنفس دعاوي القوميين السوريين والقوميين في بلاد الشام والفراعنة في مصر ..
ان تلك الدعاوي لم يستجب لها في جزيرة العرب غير فصيل صغير في الجنوب العربي أسسته الاستخبارات في عهد صلاح نصر وشمس بدران في عصر جمال عبدالناصر الذهبي والقوميين الشوام ..
لقد حالف الحظ هذا المكون الصغير باستلامه استقلال الجنوب العربي في عام 1967م ليقع الجنوب العربي في نفس اتجاه خطط ودعاوي الامام يحيى باستملاكه للجهوية اليمنيه الكبيرة كاملة عندما غير هذا المكون اسم وطنه الجنوب العربي الى الجنوب اليمني عشية استقلال الجنوب العربي 1967م وقدم نفسه للعالم انه جزءا من اليمن دون ان يدرك الابعاد والمخاطر المترتبة على مثل هكذا اعمال!!
وقد ادرك الصف القيادي في ذلك المكون انهم ارتكبوا خطا بتغيير اسم بلادهم وعندما شرع هذا الصف العقلاني في اصلاح الخطا ومعالجته تم الانقلاب عليه عام 1969 م وتصفيته بالاعتقال والقتل او بالتهميش ..
ان توقيع عدة اتفاقيات وحدوية مع اليمن العربية منذ عام 1972م وحتى اعلان الوحدة اليمنيه عام 1990م ليس غير نتيجة لتجارب فاشلة تم فرضها على الجنوب العربي وسقطت بالفشل الذريع في عام 1994م بشن كل القوى في العربية اليمنية الحرب على الجنوب شريك وحدة عام 1990م والغت الشراكة واعلان الوحدة وحولتها الى احتلال كامل للجنوب وشردت قيادات الجنوب وكوادره الى مختلف دول العالم وهمشت شعب الجنوب ..
ان اعادة انتاج نفس التجارب المخبرية الفاشلة للبحث عن نتائج صحيحة انما يدل على اننا ﻻنسير في الاتجاه المنتج لامن واستقرار اليمن العربية والجنوب العربي والمنطقة عموما ' وان منتج السلام مازال حلما بعيدا رغم النوايا الطيبة لدى جون كيري !! ودول التحالف العربية .
*علي محمد السليماني
صحفي
وباحث في تاريخ الجنوب القديم.
17 نوفمبر 2016