بذلت رابطة الجنوب العربي جهودا مضنية منذ اربعينات القرن الماضي في سبيل تحرير ووحدة واستقلال الجنوب العربي وخاضت معارك سياسية ضارية مع مملكة اليمن ومعارك متعددة سياسية وقانونية وفكرية وعسكرية مع الاستعمار البريطاني وتمكنت من نقل القضية الجنوبية الى المجال العربي ثم المجال الدولي وعرضتها على اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار المنبثقة عن الجمعية العامة للامم المتحدة منذ عام 1958م واستصدرت قرارات بتشكيل لجان فرعيه لتقصي الحقائق توجت بصدور قرار الجمعية العامة للامم المتحدة المبني على مجموعة من قرارات وتوصيات اللجان الفرعية وكل القرارات تلك القرارات صدرت باستقلال ووحدة الجنوب العربي وتهيأ الجنوب العربي واصبح استقلاله ووحدته حقيقة واضحة ومسلم بها .
وهنا جاءت التدخلات العربية والاجنبية ولقيت من الطامعين في الحكم دون وعي او ادراك او فهم لمقتضيات الحكم واعباءه وصعوباته وكان هؤﻻء المتعطشين للحكم من شباب لم يكتمل بعد نمو شواربهم او ممن ﻻتربطهم بالجنوب غير المصالح من انساق خلف الفوضى مغلبا مطامعه بجهاله على مصالح الجنوب العربي ومصالح شعبه ومصالح اجياله ونقلوا الجنوب الى مربع الصراعات الاقليميه والدولية التي ﻻناقة وﻻجمل فيها للجنوب وﻻ لشعبه وهكذا جاءت دولة الاستقلال مولودا مريضا ومشوها في ال 30 نوفمبر 1967م
و تم تسليم الجنوب العربي لقوى اجنبيه وغريبة في عام 1969م حولته الى معمل للتجارب الفاشلة وكبلته باتفاقيات مجحفة مع جاره اليمن قادته الى مصيره المجهول ووضعه الراهن المؤلم عبر سلسلة من اﻻخطاء
( الجرائم ) الى باب اليمن على طريقة ذبح الثور المكسيكي حتى اصبح في هذه الحالة المؤلمة وعطلت دوره العربي والاسلامي الوسطي والانساني في نشر العدل والخير في اﻻرض كما اراد الله له ان يكون.
ان الليلة تشبه البارحه في الجنوب وان اي ضياع للجنوب كاملا او فقدان جزء او اجزاء منه او اعادة تعرضه للتجزئه سيتحمل مسئوليتها من يدعون بشرعية ﻻوجود لها غير في دهاليز المؤامرات الخارجية والتي ﻻتضمر الخير ﻻللجنوب العربي وﻻ للعرب وما حدث من صراع بين اطراف الشرعية في عدن على تقاسم الغنائم في عدن الجريحة كاد ان يعيد لنا انتاج يناير جديده من خلال اطراف سبق لها المشاركة في جرم ذلك اليوم المشئوم وهم وحدهم من سيتحمل كامل المسئولية عن ضياع الجنوب او اعادة تجزئته او انتقاص من مساحاته في البر والبحر وﻻنجد هنا غير تكرار النصح لهؤلاء ان عليهم ان يتقوا الله في وطنهم وفي شعبهم وفي اجيال الوطن القادمة مؤكدين لهم وموضحين ان الالفية الثالثة ليست مثل منتصف القرن الأخير في الالفية الثانية وليس كل مرة تسلم الجرة..
وﻻحول وﻻقوة اﻻ بالله
*علي محمد السليماني*
صحفي
وباحث في تاريخ الجنوب القديم