عندما اصدر فخامة الرئيس هادي قراره بنقل البنك المركزي الى عدن عاصمة الدولة المؤقته .. أستبشر الناس خيرا في المناطق المحررة من قبضة الانقلابيين وتحديدا في الجنوب ومنها العاصمة عدن ، أعتقادا منهم أن يسهم هذا القرار وهذه الخطوة الهامة في أكتمال بسط نظام الدولة (الشرعية) والقيام بواجباتها ومسؤلياتها الخدماتية والإدارية والمالية والأمنية المتردية ، التي طالت ومست تداعياتها كل مناحي الحياة والناس ، الذين أستهدفوا في لقمة وارزاق أسرهم وحرمانهم من معاشاتهم لأشهر طويلة دون أي ذنب لهم .
هذه الكارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..التي أثقلت كاهل المواطن الجنوبي ، ولم يحصل في تاريخ حياته أن عرف أو مر أو عانى أزمة خانقة مثلها ، منذ أن عرف الجنوبيين الدولة.
كنت حينها أول من أنتقد هذا الأجراء ليلة صدور قرار نقل البنك الى عدن وبررت ذلك بالآتي :-
أولا أنه جاء متأخرا وكان ينبغي اتخاذه عند اتخاذ قرار نقل العاصمة الى عدن .. لكان يمكن أن يجنبوا نهب أمواله من قبل الانقلابين الذين استحوذوا عليها والتي أسهمت في تغذية وإطالة أمد الحرب ودعم مجهودهم الحربي.
وثانيا أن هذا الأجراء جاء في توقيت غير مناسب ويخدم الانقلابيين الذين صاروا عاجزين عن دفع معاشات شهر أغسطس لموظفي الدولة المدنيين والعسكريين .. وأعطاهم ذريعة للتملص من استحقاق مسؤولياتهم بدفعها من صنعاء .. بذريعة نقل البنك الى عدن ، وخدمهم هذا القرار أكثر من أن يضرهم.
وثالثا أن سلطات النظام الشرعي لم تضع أي أجراءات من شأنها دعم البنك بالسيولة سوءا بالعملة المحلية أو الخارجية .. وضل القرار مجرد قرار أعلامي لا يقدم ولا يؤخر .. كمن يحف بكيس فاضي.
اليوم دخل الناس في الشهر الرابع دون معاش والحكومة ولا كأنها معنية بشي .. واليوم سمعنا أن الانقلابيين بدأوا بدفع معاش شهر أغسطس فقط بنسبة خصم ٢٥٪١٠٠ لتذهب لصالح المجهود الحربي لقوات الانقلابيين .. وهذه كارثة وفضيحة كبرى وأحراج كبير لا تحسد عليه سلطات النظام الشرعي ودول التحالف العربي.
وآلكارثة الكبرى عندما يكذب الرئيس !
الذي قال في خطابه التاريخي قبل يوم أمس من الرياض عاصمة دول التحالف التي تزخر خزائن بنوك عواصمها بالبليارات من العملات الصعبة ، أنه وسلطاته اتخذوا كل الإجراءات لدفع المرتبات من عدن وخلال ايام وبأسرع ما يمكن .
لكن حتى اللحظة لم يلمس المواطن العادي أي مصداقية تذكر ، أو أي خطوة أجرائية تجعل الرئيس صادقا .. مع جماهيره في المناطق المحررة الذين خرجوا قبل يومين في مسيرات حاشدة حاملة صوره معلنة تمسكها بشرعيته الرئاسية ، وبطونهم وبطون اطفالهم خاوية!
هولا أصيبوا اليوم بصدمة كبرى عندما علموا أن مرتباتهم دفعت من قبل الانقلابيين من صنعاء التي نقل منها البنك المركزي الفاضي ، ولشهر أغسطس فقط ، وبنسبة الخصم التي ستذهب لدعم مجهودهم الحربي .. وصدمتهم الكبرى أنهم صدقوا ما قاله الرئيس في خطابه ووعده لهم .. ولأن الرئيس قد كذب عليهم .. فهنا تكمن الكارثة والمأساة عندما يكذب الرئيس؟!