مرور أكثر من قرن على انطلاق ‘‘قطار لحج ـ عدن ‘‘ ..

2016-11-10 10:12
مرور أكثر من قرن على انطلاق ‘‘قطار لحج ـ عدن ‘‘ ..
شبوه برس - خاص - الحوطة لحج

 

"المياه المنقولة الى عدن"

لما كان سكان عدن لا يصلون الى المليون حتى عام1990، لم يكونوا يشكلون أي تهديد لمصادر المياه الجوفية في لحج.

وكان التواصل الوجداني بين لحج وعدن قد عمدته مياه الشرب المنقولة عبر قطار السكة الحديدية حيث كان يحمل معه في لحج الخضار والفواكه اضافة الى مياه الشرب من قرية الخداد اللحجية الى عدن .

 

وقطار لحج الذي قامت بتصفيته شركة البنجاب الهندية، باستثمار من قبل سلطان لحج الامير احمد فضل محسن العبدلي ، الذي توفى قبيل الحرب العالمية الاولى 1914-1918 كان ينطلق من مدينة المعلا ((حافة الريل)) (Rail) ويمضي في طريقه قاطعاً مدينة خورمكسر ويحط رحاله الاولى في محطة( الشيخ الدويل) ثم يتحرك الى المحطة التالية (دار سعد) وتليها محطة(صبر) ويتوقف قطار لحج (في الحوطة) العاصمة اللحجية العاصمة اللحجية ((بجانب كلية ناصر للعلوم الزراعية)) وهي المحطة الرئيسية في برنامج النقل.

 

ثم يستمر زحفه الى قرية الخداد حيث يتم تزويده بالمياه التي ينقلها الى عدن ، وعند ورود بشائر انطلاق شرارة الحرب العالمية الاولى تم تمديد خط السكة الحديد الى منطقة ((العند)) لدواعي الحرب. وكل تلك المحطات التي كان القطار يمر بها كانت محل وقوف الركاب الرايحين الى عدن او الاتين منها وقيمة تذاكر السفر لا تتجاوز الروبية الهندية.

 

وكانت المياه تصل ايضاً الى اهالي عدن من خزانات المياه الجوفية في مدينة ((صبر)) بعد توقف قطار لحج الذي كان بموجب الاتفاقية التجارية بين حكومة عدن والسلطنة اللحجية التي قضت  بتبادل السلغ الغذائية والصناعية حيث تقدم حكومة عدن ((السامية)) جميع السلع والبضائع ((اللندنية)) الى سوق عدن ولحج وفي المقابل تورد لحج الفواكه والخضروات والمياه والقصب الخ.

 

وكان امر تزويد عدن بالمياه من خزانات (صبر) قد جاء عبر اتفاق جرى بين حكومة عدن والسلطنة اللحجية ولا يزال ذلك الاتفاق مبرم بينهما ولكن هذه المرة عبر المودة والاتفاق الاستراتيجي الذي يجعل مدينة عدن التجارية وزاخرة بالحياة والتقدم اذ بدون المياه ستكون الحياة صعبة في عدن .

 

وفي لحج كان الاهالي يشربون من مياه الابار الجوفية وكانت كل حارة تملك من 3-4 ابار جوفية تغدي احتياجات السكان وجاءت الستينات من القرن الماضي لتشهد لحج تطوراً جديداً اذ دخلت السلطات اللحجية خدمات تزود بالمياه عبر الانابيب حيث تم الاستغناء عن خدمات الابار المفتوحة

 

وبعد الوحدة بين الشمال والجنوب عام1990 ازداد حجم السكان في عدن واصبح تعداده يزيد بثلاثة اضعاف ما كان عليه في عدن قبل 1990م.

 

من اجل مجابهة هذا الحجم الكبير من السكان ادى الى حفر ابار جوفية كثيرة كي تلبي المتطلبات للسكان المتزايدين في عدن وادى ذلك الى ممارسة ضغوطات كبيرة بحيث ادت الى الفقر المائي في الحوطة ، فكأنها لم يعد يتحصلون على قطرات الماء اما حجم السيل الكبير من المياه المستخرجة من ابار لحج فيتوجه الى عدن تاركاً اهالي لحج دون مياه تلك التي ينقلها مشروع الدولة.

 

وعانت لحج اشد المعاناة من نقص المياه وتوصلت لحج الخضيرة الى استئجار المياه عبر جواري المياه او ما يطلق عليها ((البوز)).

 

وجاءت اللحظة الحرجة حيث يتوجه سكان لحج في الوقت الحاضر الى حفر الابار الجوفية التي كانت قد اقفلت وردمت فيما مضى ، لكن هذه المرة مصحوبة بمخاطر اختلاط مياه الشرب ((بالمجاري)) والبيارات بحكم ان حواري لحج ضيقة ومتداخلة وتكاثرت بينها وحواليها المجاري التي من المتوقع ان تؤدي الى مأساة وكارثة بيئية ((لا سمح الله) .

 

وحتى لا نصل الى هذه الكارثة ، يتوجب تبني هذه المسئولية وعمل مخارج عملية تجنب ان تصبح وتتحول الى صحراء واهلها مشردين واغانيها   songsفي خبر كان ...

 

*- عياش علي محمد – كاتب صحفي