من البديهيات التي يجب الإلتزام بها من قبل الوجهاء والمفكرين ورجال الدين هي ( قول كلمة الحق المقترنة بالحكمة) أي أن قول كلمة الحق أحيانا قد تؤدي الى مشكلة اذا ما غابت الحكمة عن قائلها، ولنا في قصص وروايات كثيرة كانت كلمة الحق المتجردة من الحكمة سببا في نشوب الخلافات والحروب، وقد قيل ان علامات الرجل أنه للحق يقل وبالحكمة يهل.
كان للكم الهائل من الرسائل التي وصل بها أصحابها من التراشق والجدال الى حد التجريح والتخوين فيما بينهم حول المقارنة بين الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض والرئيس اليمني الحالي عبدربه منصور هادي، الأمر الذي دعاني طوعا الى قول كلمة الحق المقترنة بالحكمة التي أسعى جاهدا من خلالها الى رأب الصدع بين محبي ومناصري الرئيسين هادي والبيض الذان (( أشتركا في جبهة ظفار ضد سلطنة عمان ثم العودة الى عدن ثم الذهاب الى صنعاء ثم الهروب الى عدن ثم اللجؤ الى سلطنة عمان )) أعيدوا قراءة مابين القوسين، فقد تعمدت أن أختصر تاريخ الرجلين بخمس مراحل كفيلة بأن نضع في الحسبان أنهما يتقاسمان الجروح والمآسي جراء أرتباطهما بنظام صنعاء، من هنا اود أن أنقل رسالتي المبنية على كلمة الحق المقترنة بالحكمة لمناصري ومحبي الرئيسين:
_ الرئيس علي سالم البيض كان ولايزال وسيبقى مخلصا وفيا للجنوب، ينقصه الأسلوب الذي يمارسه الرئيس هادي في خدمة الجنوب.
_ الرئيسان بذلا قصار جهودهم في حماية الجنوب من التمدد الحوثي الفارسي، وكلاهما تعاملان بما يتوافق مع مصالح الجنوب ويتوافق مع دول الخليج، وما اختلافهما إلا نتاج تلك الاجتهادات التي يجب أن يقدرها ويحترمها شعب الجنوب.
_ الرئيس البيض لم يعد مرتبطا بالوحدة اليمنية، وبالتالي فهو غير ملزم بمخرجات الحوار الوطني الذي ترعاه دول الخليج والأمم المتحدة، بينما هادي هو رئيس لليمن الموحد، لذا لابد ان يتفهم شعب الجنوب لتلك الخصوصية التي قد تكون لها نتائج جدا ايجابية إذا ما أرتقى مناصري ومحبي الرئيسين بمستوى الفكر والتفكير.
_ لو أن البيض في موقع هادي لفعل مايفعله هادي والعكس كذلك، وكلاهما يمنان النفس بأن يتوقف مناصريهم عن صناعة التحالفات البينية التي من شأنها أن تضع الجنوب مرة أخرى يغرق في وحل التشرذم والضياع.
_ من كان مخلصا وفيا للجنوب من محبي هادي فعليه أن يقارن البيض بعفاش، ومن كان مخلصا وفيا للجنوب من محبي البيض فعليه أن يقارن هادي بالحوثي.
_ أصالة عن نفسي ونيابة عن كل الذين أساءوا بقصد أو بدون قصد ، أتقدم بالشكر والتقدير لرافع راية الجنوب لتبقى شامخة في سماء الحرية والعدالة الرئيس علي سالم البيض، ولصاحب القلب الكبير الذي أعاد للجنوب مكانته واعتباره، وجعل منه صمام امان للعرب عامة والخليج العربي خاصة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.
المستشار/ غسان محسن العمودي