إذا أردت أن تكون سلطة رابعة نزيهة و شريفة و يحسب لقلمك ألف حساب فعليك بمراقبة الله أولاً ثم بإحترام نفسك و ضميرك ثانياً ، ستخسر الكثيرين من أهل الباطل و الفساد بسبب سلطتك الرابعة و سترضي الله ثم الخيرين من الأغلبية الصامتة ، فهناك فاسد سيشتمك و سيغتابك و سيبحث لك عن أي تهمة يلصقها بك من أجل التشكيك بك و إحراقك .
إذا كنت أحد رجال السلطة الرابعة فلا تيأس ولا تخاف و لا تحبط معنوياتك فالمشوار طويل و صعب و لكن النتيجة معروفة بالأخير وهي أن الحق لا يعلى عليه أبداً ، فالحق لا ينتصر بالضعفاء أبداً و يحتاج لشخص قوي و شجاع يبحث عن الحق دوماً ليظهر الحقيقة علناً ، الباطل ضعيف و أهله ضعفاء مهما على شأنهم و ظهرت سطوتهم ولكنهم في الأخير مثل الطبل كبير أجوف من الداخل و يصدر أصوات عالية مزعجة و دون فائدة .
بإستطاعة البعض أن يصبح رِجل رابعة لكرسي يجلس عليه الفاسد و الخائن لدينه ووطنه و لا يهمه ذلك مادام سيصل إلى هدفه المادي و مصالحه الشخصية الدنيوية الزائلة بواسطة تلك الرجل الخشبية حتى و إن أنكسرت عدة مرات ، بإستطاعة ذلك الكرسي أن يتحمل ألوان و أشكال و أحجام مختلفة من البشر ولن يصرخ أبداً من التعب أو من تحمل أوزان أولئك البشر فقراره ليس بيده ، ولن ينتقد و إن تكلموا في أمور قد تغضبه و تغضب الآخرين و لن يصرخ إذا رأى ظلم وقع على بشر و تألم ذلك المظلوم أمام عينيه ، فضميره قد مات و أصبح مجرد عظام يكسوها كثير من اللحم .
بإستطاعته أن يكون رِجل رابعة لحمار يحمل أسفارا و يجهل ذلك الحمار نوع و لون و شكل حمولته التي على ظهره ولن يسأل عنها أبداً فهو يرى أن ذلك ليس من شأنه ، المهم هو أن يرضي سيده و يعطيه السيد قليل من البرسيم أخر النهار مع عدة ضربات بعصا غليظة ليأكل ذلك الحمار بشهية .
في الحالة الاولى أنت قلم تحوّل لسلطة رابعة و قد تتحول تلك الكلمات التي تكتبها بذلك القلم إلى رصاص قد يقتل البعض و يصيب البعض الاخر و يخيف آخرين .
وفي الحالة الثانية تحول القلم إلى ألم وقد تنكسر تلك الرجل الرابعة من شدة الألم و قد يعاني من مرض عضال إسمه الندم بقية حياته .