ماهكذا تورد الإبل يا زبيدي :

2016-09-14 17:40

    

من منا نحن معشر اليمنيين الجنوبيين لا يريد وحدة الصف الجنوبي سياسياً و إجتماعياً لكي يكون صوتنا واحد و قرارنا واحد ، هذه  هي رغبة المجتمع الإقليمي و الدولي لكي نسمع صوتنا بوضوح  و بمصداقية ، التشرذم و الاختلاف و الشقاق بين القيادات الجنوبية واضح للعيان وضوح الشمس في رابعة النهار و قد أضرنا كثيراً ، لم تتوحد تلك القيادات الجنوبية رغم معاناتنا و مآسينا و أزماتنا و حروبنا ، لم تقدر تلك القيادات بعد حجم التضحيات الجسيمة التي قدمها شعبنا .

أخي العزيز المناظل عيدروس الزبيدي  إختيار التوقيت المناسب في هكذا أمور مهم جداً و يعني ذلك نجاحها والعكس صحيح ، مع الأسف الشديد كنت أتمنى نجاح دعوتك ولكني مع الأسف الشديد ومن منظور شخصي أصارحك أن دعوتك لن تنجح مطلقاً كما تريدها  ، وحتى لو توحدث جميع القيادات و الزعامات الجنوبية اليوم في كيان واحد فلن يتجاوب ولن يتحرك الشعب قيد أُنملة  إلا القليل منهم ، السبب هو أن الشعب يمر بأزمات حادة و نكبات كبيرة و صعوبة شديدة بالعيش بكرامة ولم يعد يمتلك القدرة على الحركة أو حتى المناورة ، الشعب اليوم مشغول في البحث عن مصدر رزق يعيله و يعيل أسرته في ظل التدهور السريع للخدمات و المعيشة وتلك الأمور أهم عند الشعب من أي دعوات أخرى  الان .

 

أي دعوات سياسية أو غيرها لن تجد أذان صاغية ولا عقول صافية إلا القليل ، إنما ستجد آيادي خالية و أرجل حافية و بطون خاوية و ستقول بصوت واحد نريد أن نعيش حتى زي زمن عفاش مع الأسف الشديد .

لا يخدعنك المنظرين فهم بعيدين كل البُعد عن واقع الحياة ومعاناة الشعب ، لا يخدعنك المطبلين الذين من حولك فهم يريدون بقائك للإسترزاق و جمع الاموال لصالحهم فقط ، أنت وحدك فقط من سيتحمل المسؤولية الأخلاقية و الوطنية تجاه شعبك  .

الشعب الجنوبي الان يريد كهرباء و مياه و صحة و الحد من جشع التجار وفساد الفاسدين الجنوبيين ، يريد الإحترام من قبلكم لأدميته و خصوصاً الموظفين و المتقاعدين الذين يعيشون في عهدكم أسوء أيام حياتهم على الإطلاق .

 

 لو كان الشعب الجنوبي في سلم أولوياتكم لعقدتم إجتماع قبل شهر من عيد الأضحى المبارك مع مدراء البنوك الحكومية و الأهلية و الإدارات و المرافق الايرادية ليستعدوا بتوفير سيولة نقدية للموظفين و المتقاعدين ، الشعب يريد أمن و إستقرار و تطبيع الحياة و عودة المرافق الحكومية للعمل بصورة طبيعية ليعمل و يعيش وبعد ذلك سيتحدث في السياسة و يخوض فيها  .

أخي المحافظ لنتجاوز الأخطاء السابقة و لنصححها وعفى الله عما سلف ، لنتخذ قرارات مصيرية جراحية سريعة قبل فوات الأوان ومنها  :

١) التوقف عن التعيينات المناطقية فوراً و إلغاء أي تعيينات مخالفة لشروط و قوانيين الخدمة الوطنية و العمل .

 ٢)إلغاء جميع اللجان و الهيئات الغير قانونية و إعادة تفعيل دور أجهزة الدولة و منها القضاء و النيابة و الجهاز المركزي للرقابة و المحاسبة وغيرها من أجهزة الدولة الرقابية .

٣) تفويض الجهاز المركزي للرقابة و المحاسبة بالنزول لجميع المرافق الحكومية وغيرها للتفتيش و المراقبة ، ومن يثبت إدانته يحال للنيابة و القضاء ليأخذ جزائه العادل ، مع توفير حماية لجهاز الرقابة و المحاسبة أثناء النزول الميداني .

٤) إقالة جميع وكلاء محافظة عدن وكذا المستشارين لعدم قدرتهم على العمل و فشلهم في ظل هكذا أوضاع ( بالتنسيق أو بدون تنسيق مع رئاسة الجمهورية ) . 

٥) إقالة جميع مدراء عموم المكاتب التنفيذية في عدن و تكليف نواب لهم بالقيام بإعمالهم لحين إجراء عملية مفاضلة  بين المرشحين الجدد من نفس المرفق وليس من خارجة ( بالتنسيق أو بدون تنسيق مع رئاسة مجلس الوزراء ).

عمل تصور و دراسة للاستفادة من موقع ميناء عدن الاستراتيجي و تطويره و أقترح أن نعمل شراكة مع ميناء جيبوتي المجاور للتبادل التجاري مع دول القرن الأفريقي فنحن بحاجة ماسة للمنتجات الزراعية و الحيوانية وغيرها لخلق تنافس شريف من أجل خفض الأسعار الجنونية و القضاء على الاحتكار .

٦) سرعة إصدار قرار رئاسي بتعيين الدكتور حسين باسلامة رئيساً لجامعة عدن ووقف هذه المهزلة التي أسأت لجامعة عدن العريقة و أربكت سير العملية التعليمية و خلقت فوضى إدارية و فساد مالي و أكاديمي واضح .

 ٧) البحث عن شركة متخصصة مشغلة للمؤسسة العامة للملح العدني ثاني أكبر معلم إقتصادي بعد ميناء عدن.

وغيرها من المقترحات التي سيطول سردها و ستحتاج لمئات الأوراق لكتابتها .

 السيد المحافظ الزبيدي تواصلت معك أكثر من مرة عبر الواتس وكنت تقرأ رسائلي و مقترحاتي و نصائحي ولا ترد علي حتى بشكراً و كنت لا أريد منك غير مرحباً و شكرًا فقط ، و أتصلت بمدير مكتبك للجلوس معك ولكن لم يرد هو علي أيضاً و حاولت عدة مرات و لكن كانت الأسوار المحيطة بك عالية جداً فلم أستطيع تجاوزها أو تسلقها و فضلت بالأخير الصياح بصوت مرتفع من خارج تلك الأسوار عسى أن تسمعني ولو لمرة واحدة .