# الحامل ليس اتفاق على اشخاص بل اتفاق على قواسم برنامج لانجاز مرحلة وتحديد سمات اخرى ، ومناقشة المسائل الخلافية أمر طبيعي يقرّب وجهات النظر او يحلّها اما تركها وترحيلها الى مابعد الاستقلال فيعني هروب بها فتتضخّم ألغاما في المستقبل .
# يجب ان لا ننظر للجنوب العربي بانه أمة وطنية مكتملة التكوين فالانقسامية الجهوية والقبلية ليست خافية حتى الان سواﺀ في المسميات او الكتابات او التشكيلات او المناكفات وذلك ليس خطأ بل الخطأ انكاره .. فهي من سمات الوعي العربي ، ما يعني انها أصل وليست استثناﺀ استعماري والتجارب السياسية تضعها تحت الدولة وليس محلها او بديلا عنها فهي مازالت مكون حي لكن ليس المقصود ان تنتجها النخب السياسية او تنكرها ثم تتستر على دورها المستفَز لكن الخطر متابعة النخب لعقل العوام سيصل بنا الى القرية وضياع شيئ اسمه الدولة
.. فالمطلوب توازن لان وصولها الى هذه الدرجة السلبية من الانبعاث يدل على ان المجتمع بحاجة الى هيكلة توازن لتحقيق الاكتمال الوطني وتمتين صلابته ويجب ان لا نحمّل مسئولية ذلك فقط قوى سياسية وحزبية لها مصالح في تدويرها وتعميقها
# ولان مفهوم الامة الوطنية لم تكتمل ويترسخ فان المراقب لمسيرة الحامل السياسي يجدها تدور وتتمركز في اشتراطات ظاهرها لقوى تدّعي نفسها رئيسية ورئيسيتها من التمركز حول شخص واخرى اخرى تتمركز حول آخر وليس حول برامج والتمركز حول الشخص بالمنطق العلمي مظهر رئيسي من مظاهر القبلية والجهوية في الاداﺀ السياسي والوطني واحد مظاهر ضعف الهوية المشتركة بين المواطنين وهذا له اثر في اداﺀ المكونات والبنية الداخلية فيها فلم يتبلور لديها حتى الان برامج سياسية تستحق بها ان توصف بمكونات رئيسية وظلت تحتمي بالشخص او تزايد بالاداﺀ الجماهيري وكأنه ملكها ما يؤكد انها مازالت اسيرة للمنطق الاستبدادي ورؤية النخبويين الطليعيين الذين مازالوا يؤمنون بان ماتراه الطليعة يجب ان يراه الشعب ...وهو مسار حلاصه الا في الشعارات التعبوية وامتلاك ناصيتها
# لا يكفي ان ترفع جماعة او هيئة حراكية شعار الوطنية وهي قد لا تسع حتى غطاﺀ جهوي ، فخطابها ودورها لا تتناقله لا نخب ولا جماهير ، فللوطنية في اي قوة سياسية سمات منها الاتساع والاتفاق على برنامج وليس صناعة اطراف وضجيج تعبوي لم يعد يحرك مشاعر كاتبه... فهذا الصناعة سيصل مآلها عند الاستقرار السياسي الى فورات عنف كتلك التي كان عنوانها التعبوي الحرص على تعميق المحتوى الطبقي في تجربة سابقة بينما الكل يعلم ان الانقسام المناطقي لا المحتوى الطبقي هو ما حسم كل صراعاتها وكما أورد ذلك الشيوعي اللبناني فواز الطرابلسي عن احد المشاركين في تلك الفورات " نادرا ما يحصل ان نختلف على فكرة او سياسة ، لكن ما ان يدور البحث عن تعيين ولو حاجب في ادارة تندلع الخلافات " !!!
# عقبات عرقلة الحامل السياسي ليست عقبات برامج بل عقبات موقع اشخاص...عبر فيتو او اشتراطات وضعها من يسمون " قوى الحراك الرئيسية " على اي جهد او مبادرة تسعى لتحقيق الحامل منذ مبادرة الجامع واخيرا مابدأ من اشتراطات على مبادرة محافظ عدن وكل ذلك لم ياتِ في اطار برامج بل اتى وياتي في اطار محاولة فرض " نسق قوة " من الان لاستثماره داخل المجتمع السياسي القادم (الدولة) لاحقا عبر فرض استحقاق لاطراف وقوى تسلقت على الحراك الجماهيري ولم تخلقه بل لم تستطيع اقناع جيبوتي بعدالته ، وقبول الاشتراطات يعني ان نؤسس خلافا سياسيا مستقبلا سيكون على الاشخاص ومواقعهم ونؤسس لها ديمقراطية تشرعنها وصف مثيلتها كمال جنبلاط لفتاح امين عام الاشتراكي اورده ، الطرابلسي ، عن هامش المستقلين في منافسة مرشحي الحزب الديمقراطية فقال :
" ياعمي .. يعني انكن بتنتخبو حالكن " وهذا يعني ان تلك المكونات تريد ان تحدد حجم منافسيها قبل الاحتكام لصندوق الانتخابات فتصنع عملية تنتخب فيها حالها واطرافها
# يجب الاهتمام بالتوازن في بناﺀ نسق القوة داخل المجتمع السياسي القادم من حيث الاهتمام بتوزيع القوة بين الجغرافيا ونخب ومكونات واطراف العمل السياسي ( الدولة) بمعنى ضبط مسالة القوة بين جغرافيته ومكوناته واطرافه والسيطرة على توازن العوامل التي تخلق القوة بين القوى والاطراف السياسية لكي لا يملكها طرف ما باعتبار ان العلاقة التي تتأسس بينها انما تعبّر عن القوة والتعامل بين القوى هو في جوهره ممارسة للقوة سواﺀ كانت العلاقة في شكل تعاون او تحالف او تنافس وصراع ومطالبات البعض بمميزات لقوى الحراك الرئيسية يعني انها تريد امتلاك ناصية قوة من الان وتريد من الديمقراطية ، لو تمت ، ان تشرعن ذلك بحيث تتكرر مقولة " ياعمي .. يعني انكن بتنتخبو حالكن"
# اقتراب القوة مصطلح يرصد أثر القوة من حيث توازنها واختلالها بين الاطراف السياسية ويناسب بيئتنا التي لم تتسم تجربة العلاقات بين قواها واطرافها السياسية والاجتماعية بالتنافس سواﺀ في مرحلة الجنوب المستقل او في تجربة الوحدة / الاحتلال بل اتسم بغلبة الصراع حيث يتحوّل التنافس السياسي الى صراع يحتكم الغالب فيه الى ميزان القوة وليس الى الضوابط القانونية .. فحتى الجوانب القانونية يتم تطويعها وتغييرها بحسب التحوّل في ميزان القوة بل غالبا ماتكون اداة من ادوات الصراع
#التركيز والاهتمام ببناﺀ توازن القوة وتوزيعها داخل الدولة يتسق مع التوجهات الحديثة لعلم السياسة التي هي " علم القوة " ومسالة التعددية وتفعيلها مجرد حلم طوباوي مع اشتراطات من يسمون انفسهم قوى الحراك الرئيسية او اي قوة اخرى تريد فرض استحقاقات من الان ، واذا لم نضع توازن عند بناﺀ نسق القوة داخل المجتمع السياسي (الدولة) من الان فهذا يعني اننا لن نصنع حامل ناظم متعدد يمتلك تعدد قوى ذات قوة متوازنة او اننا سنعد لانتاج عنف قادم بل لو اهملنا ذلك فلن نستطيع جمع جنوب موحد . .
# نحن الان في مرحلة استعمار بدون استعمار للارض ، استعمار يحرّك الاحدات والازمات والحلول والتحكم بها عن بُعد ...لذا يجب ان نعرف اين مكاننا في هذا التحكم ؟ وهل مصلحة التحالف ازاﺀ الجنوب واحدة ؟ وهل مصلحة امريكا ، وهي المتحكم الاقوى عن بُعد ، في نفس مكان مصلحة التحالف او بعض اطرافه او انها في مكان أخر ؟
وهل مازال التفويض الامريكي بالوحدة قائما الذي اعطته لعلي صالح لاعتبارات الحرب الباردة؟.... وماهو المطلوب جنوبيا لابطال التفويض اذا كان لم يزل قائما ؟ وهل مازال لامريكا ثأر مع بعض مكونات العمل السياسي الجنوبية التي ارتبطت بحقبة الحرب الباردة ومازالت في المشهد الجنوبي حتى الان ؟ ....وعند التحليل نترك الاسطوانة المشروخة
" نحن اصحاب الارض ، ونحن الذي نحدد " فنحن اصحاب الارض حقيقة لا جدال حولها فكل أرض لاصحابها لكنها ليست عنصر الحسم واصحابها لا يحددون الحسم في كل الاحوال ولنقيّم ذلك من تجربتنا في المقاومة الجنوبية وهي اشرف ظاهرة انتجناها.. هزمت الحوثي وحررت الجنوب ولم يدّعي فصيل انه الرئيسي فيها ، لكن التحالف والشرعية الوحدوية استثمر انتصار المقاومة لانها لم تتوحد تحت هيكلية موحدة فمارس التحالف والشرعية مع المقاومة مقولة " خليك في البيت " وأيضا كل جهاز السلطة المحلية الان موظف لديها سواﺀ الذي يتصور مع علي محسن او الذي لم يتصور معه والموظف في الاخير عرضة للاقالة.
فهل نتمسك بمبادرة الزبيدي ام سياتي من يضع العصي في دوليبها كما حصل لمبادرات في مستواها اضاعتها ادّعاﺀات المكونات الرئيسية