سنة الله هي في وجود فريقين على هذه الدنيا أهل الحق وهم دائماً قليلون و أهل الباطل وهم دائماً كثيرون ، من أحبهم الله نالوا شرف الانضمام لفريق أهل الحق الذي هو دائماً مغبون و مكروه و معادى و منبوذ و محارب ولكنها الجنة حُفة بالمكاره .
فريق أهل الحق أيقنوا و آمنوا أن هذه الدنيا دار إبتلاء و بلاء و مصائب ، و لهذا و بإذن الله مهما كثرت تلك الابتلاءات لن تغيرهم و لن تثنيهم عن السير في طريق الحق حتى نهايته أو نهايتهم الطبيعية بالموت أو الشهادة .
فريق أهل الباطل كثيرون و كبير ولكنه أوهن من بيت العنكبوت هكذا هم أهل الباطل دائماً ، ولا يعلمون أن الله يمهلهم و يمدهم حتى إذا أخذهم لم يفلتهم ، ولهم عبرة فيمن قبلهم من زعماء و رؤساء وغيرهم كانوا أشد قوة و بأس ولكن قدرة الله قد قهرتهم و كسرتهم و أذلتهم على رؤوس الملأ ، و كانت نهايتهم غير متوقعة من قبل كثير من الناس المغرورين بهم دائماً و أبدا ، حتى أقرب الناس إليهم و كذلك أعدائهم لم يكونوا ليتصورو أو يتوقعوا تلك النهاية المأساوية .
أهل الباطل ساروا في طريق محفوف بالشهوات من جمع مال حرام و ظلم الناس و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق و أشعلوا الحروب و أطالوا أمد الأزمات بل و افتعلوها من اجل جمع المال فقط و تناسوا الحقيقة التي غيبّوها متعمدين وهي الموت و الحساب و العقاب .
لوكان جمع المال سيؤدي إلى السعادة لكنا رأينا الأغنياء أشد الناس سعادة ، ولما شاهدنا كثير من الأغنياء ينتحرون و يتعاطون المخدرات ويشربون الخمور و يقيمون السهرات الماجنة ، أرادو أن يشتروا السعادة بأموالهم ولم يعلموا أن السعادة لا تباع ولا تشترى ، و أوهموا أنفسهم أن تلك المحرمات هي السعادة وبعد أن يستفيقوا من تلك الكذبة يعودون مرةً أخرى لتعاستهم .
السعادة هي في حب الله و رضاه ، يغتر كثير من الناس في غنى فلان و سلطة فلان و قصور و ڤلل و عمارات فلان ولو عاشوا معهم و بينهم ليوم واحد لأكتشفوا تلك الحقيقة المرة ، و لعلموا أنهم أتعس الناس على الإطلاق فلا أولاد مطيعون ولا زوجة طيبة ولا أصحاب حقيقيون ولا حياة طبيعية هادئة و لكل قاعدة إستثناء ، و المستثنون هم الأغنياء الأتقياء الذي يعتبرون المال وسيلة للوصول لمرضاة الله وليس غاية لظلم عباد الله .
حياتنا مثل عداد السيارة كل يوم هو في إزدياد حتى ينتهي عمر السيارة ، وحياتنا مثل عطل طارئ قد يحدث للسيارة حتى و إن كانت جديدة و تسير بصورة طبيعية ، أو قد يحدث لها حادث صدام أو إنقلاب أو حريق نشبَ بسرعة فالتهم السيارة في دقائق معدودات و أنتهى الامر .
هكذا نحن قد نموت بعد عمر طويل و قد نموت بعد عمر قصير ، وقد نموت جراء مرض عارض أو مرض عضال و قد لا يمهلنا الموت حتى نقول كلمة وداع لأقرب الناس إلينا ، و قد نموت ونحن نائمين ولا يشعر بنا أحد حتى لو كان معنا على نفس السرير ، وقد نموت في أرض غير أرضنا أو في حادث سيارة أو غرق أو من رصاص راجع او ذاهب كلها مسببات لم نكن نعلمها مسبقاً ولم يتم إنذارنا منها من قبل .
قد نركض و بسرعة جنونية نحو حتفنا ونحن لا نعلم ولا نشعر بذلك فهذه الأمور في علم غيب الله وحده فقط ، ومع هذا يجب أن نتزود بالخوف من الله و تقواه و مراعاة خلق الله للتقرب من الله .
*- كاتب و محلل سياسي