إذا كان غالبية مسؤولينا يعيشون يومياً مأساة إنقطاع التيار الكهربائي لثلاث ساعات ، و لساعة أو لساعتين يأتي التيار و خلال هذه المدة القصيرة هناك من يريد أن يسابق الزمن ولكن دون جدوى ، فذاك يريد أن ينام و أخر يريد أن يعمل إن كان عمله مرتبط بالتيار و الطالب يريد أن يذاكر للامتحان ، وهناك من يريد أن يكتب و يقراء وووووووو فلن يسكت ذلك المسؤول لحظة واحدة عن تلك المعاناة اليومية المؤلمة .
إذا كان مسؤولينا يتحلون ببعض من صفات أجدادنا العرب الشجعان ، عندما كانوا يذهبون لخوض معاركهم المصيرية كانوا يأخذون أطفالهم و نسائهم و أموالهم و يضعونها في الخطوط الخلفية لكي يقاتلون بشراسة ولا يفكر أحد منهم بأن يهرب من ساحة المعركة ،عند إذن كنا سنثق بمسؤولينا و سنقول لهم أنطلقوا ونحن معكم .
اليوم غالبية مسؤولينا و قادتنا و زعمائنا نسائهم و أطفالهم و أموالهم خارج الوطن أمان تام ، و تشاهد بصورة شبه يومية في مطار عدن الدولي أسر و أبناء كثير من المسؤولين وهم يغادرون (يهربون) من حر و أزمات و معاناة عدن و أهلها، حينها فقط ستدرك حجم الهوة بيننا و بين رجال السلطة الفاسدين ، فنحن مجرد كُبري للعبور والوطن مشروع إستثماري فقط ، فهم جاهزين دائماً لأن يهربوا سريعاً عند أول طلقة رصاص حقيقية قد تهدد حياتهم أو قبل نشوب أي معركة أو إنتفاضة لشعب مقهور .
إذا كان مسئوولينا يتعالجون في مستشفياتنا الحكومية هل كانوا سيرضون عن سير عمل تلك المستشفيات و إداراتها الفاشلة ، وهل كانوا سيسكتون عن مدير عام الصحة التي تدهورت في عهده الصحة .
إذا كان أبناء مسؤولينا يتعلمون في مدارسنا الحكومية هل كانت التربية و التعليم ستصبح يوما ما لا تربية ولا تعليم ، و ستسكت السلطة عن قيادات تربوية عاثت فساداً في هذا المرفق الأهم و الأخطر ألا وهو مصنع الأجيال القادمة .
إذا كان مسؤولينا يعيشون على رواتبهم فقط حينها سيعلمون حقيقة مشاعر و معاناة المتقاعدين و الموظفين الشرفاء اللذين أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن فأهانهم و أفناهم الوطن في طوابير البريد و البنوك .
كنا نعوّل الكثير على رحلة المحافظ الزبيدي المكوكية الاخيرة التي أستمرت أكثر من شهر متجولا بين أبوظبي و الرياض وقلنا الرجل يبحث عن حلول لمعضلات عدن ، و أتضح فيما بعد أن الرجل يبحث عن تسويات لتمرير بعض القرارات العالقة بينه وبين هادي فقط ، سيأتي العيد و عدن بدون كهرباء ولا مياه ولا حتى سيولة مالية لرواتب الموظفين و المتقاعدين .
عيدكم مبارك .