هذا ما أثبته الواقع و أكدهُ التأريخ ، أن غالبية الثوار لا يحسنون فنون السياسة و إدارة الدولة .
إذا أردنا أن نبني وطن فلا بد أن نعطي لكل ذي حقٍ حقه ، فجميع الدول التي تحررت قد كرمت رموزها الوطنية التحررية ونهضت ، و أكملت مسيرة التطور و البناء بأناس أخرين وطنيين شرفاء و مؤهلين لإدارة شؤون أوطانهم .
أما الدول التي أصر الثوار على حكمها فحالها يرثى له من كوبا السجن الكبير وفي الأخير ورّث كاستروا الحكم لأخيه راؤول .
إلى كوريا الشمالية التي تعاقبت عليها سلالة الثوار فأصبحت دولة تعيش على المعونات و المساعدات بسبب الحصار الداخلي و الخارجي رغم تفوقها العلمي العسكري وليس العلمي المدني و الإقتصادي .
إلى اليمن الديمقراطي سابقاً وصراعات و تصفيات رفاق الأمس أعداء اليوم إلى إصدار قوانين الظلم والجور كقانون التأميم للمنشآت والعقارات المملوكة للتجار و المواطنين إلى قانون تنظيم الأسرة وتحريم الزواج بإثنتين و غيرها من القوانين و الممارسات اللا منطقية ، جميع تلك الممارسات و القوانين الجائرة كانت تعبر عن فكر مغامراتي جاهل و سلوك غير مسؤول وغير طبيعي ، أدى في الأخير إلى تقاتل رفاق السلاح بصورة دموية تنم عن حقد دفين فيما بينهم بسبب السلطة و التسلط لا غير ، إلى الصومال التي سارت على نفس نهج الدول العربية الاشتراكية و ليبيا وغيرها .
إذا رأيت دولة متخلفة فاعلم أن من يحكمها و يقودها هم مجموعة سابقة من الثوار الفاشلين ولكل قاعدة إستثناء .
هذه حقيقة واقعية و أنا هنا لا أسخر ولا أقلل من شأن الثوار وتضحياتهم الجسيمة و لولا الله ثم سواعدهم لما عرفنا طريقاً للحرية ، ولكن الراعي يبقى راعي و النجار نجار و الجندي جندي والمهندس مهندس وهكذا كل في مجاله سلطان وفي غير مجاله مخرب أوطان .
*- كاتب ومحلل سياسي