فهم وتطبيق النقاط الثلاث التالية :
إن للنصر أدوات وسبلاً وشخوصاً، فأدوات هادي والمملكة وقياداتهم العسكرية والسياسية التي تتصدر الجبهات في خطوط التماس شمالا هي من تجرّعت الهزائم مرّات ومرّات،ابتداء بدماج من ثم عمران وتاليا في صنعاء , وهي من كانت في مواقع وظروف أفضل ممّا هي عليه اليوم، وتملك من الوقت والإمكانات الموضوعية والذاتية المؤهّلة للنصر أضعاف ما تملكه بيدها اليوم.
ولو أن المعارك والحروب تُحسم بالتدريبات وجودة الأسلحة وامتلاك التقنيات فقط، لاحتلّت الـ"بلاك ووتر" العالم.
إن الوضع شمالاً له كثير من الخصوصية المعقّدة، غير أن الحرب تظلّ هي الحرب، فإن أرادت حكومة الرئيس هادي التقدّم هناك، فلتبدأ بالتقييم والتصحيح وإخضاع الحلفاء على الجبهات لاختبار النهر، فمن اغترف منه غرفة بيده فداره أولى به، فالغلبة للإرادات، ومن ثمّ وضع الفرضيّات الثلاث التالية معياراً وأساساً، في إدارة الحرب هناك وهي:
إن الصواريخ والقنابل الذكية والطائرات بدون طيّار، وعوالم الإتّصال والأقمار الصناعية والشاشات البلازمية، تسهم في إحداث تفوّق. صحيح، لكنّها لا يمكن أن تغني عن وجود المقاتل الفرد المؤمن بهدف المعركة، والمستعدّ دون حوافز أو إغراءات أو امتيازات أو وعود لخوضها بلا هوادة، لأنّها معركته هو، فالسلاح مهما كانت حداثته وفعّاليّته حين تلتحم النصال، سيصبح حديداً محيداً.
إن الذي يقرّر النصر في النهاية أو الهزيمة هو الوضع بمختلف جوانبه، مكاناً وزماناً من أصغر قرية أو مصنع، إلى أصغر حركة تكتيكية في ساحة المعركة، حيث تتداخل العوامل الإقتصادية والسياسية والإجتماعية بالعوامل التنظيمية العسكرية، استراتيجيّاً وتكتيكيّاً، مروراً بعوامل الزمان والمكان والعناصر الإنسانية والذاتية والوضع المحلّي والمدني لدى كلّ من الطرفين، إلى جانب الوضع الإقليمي والعالمي، وما يسوده من موازين قوى ومعادلات دولية ومعطيات ومتغيّرات.