لقد دخلت علينا مدارس القتل والذبح الديني ودعاة الارهاب حتى خلط بين من هوى العدو ومن هو القريب والأهيل ومن هم اصحاب الدم المعصوم فمن قال لا اله إلا الله محمد رسول الله فقد اسلم ومن قال لا اله إلا الله فقد عصم دمه .
لقد صار الخلط بين انصار الموت الذين يقولون بالذبح تقرب للمولى وهي مدرسة دخلت لنا عبر مؤسسة المعاهد العلمية اليمنية عبر زعتر والزنداني وعبر قرية معبر ودماج الوادعي .
فلم يكن لدينا دين في حضرموت غير الشافعية المرتبط بطريقة منهاج حضرموت الذي يعتمد ركنه الاساسي ( الدين المعاملة ) وبالمعاملة تم قبول دعاتنا ومنتسبي مذهبنا دعاة السلم والسلام دعاة التصوف والتواضع دعاة الأمن والأمان .
فلم نسمع يوما ان داعي من دعاتنا في حضرموت أفتى بقتل او إعدام فلا هذا تخصص لعالم من دعاتنا .
بل هو تخصص القضاة في المحاكم الشرعية الرسمية للسلطان .
اليوم نرى دعاة الدين السني اليمني ممن دخلوا لجنوبنا عبر مدارس زندان ومعبر ودماج مطاردين اليوم عبر قوى الامن .
فهذا المفتي مطلوب لتغطيته مجزرة دار العجزة وامام آخر مطلوب كونه مخطط ومشارك في مجزرة اخرى .
وهذا يفتي بفتاوى الذبح وآخر إمام يعتصم بمسجد من السلطة وقوى الامن وهذا عالم وضع نفسه مشرع وقاضي بالقوة وهذا يقطع الأيدي بديل ان يداوى ويعلم من يسرق كيف يعمل لسد الكفاف وهذا يحد بمحاكم شعبية غير رسمية وتلك مستشفى اذا بها تحمي مع عساكر الشر اليمني القتلة من أتباع القاعدة والمجرمين .
لقد انقلبت المثل الدينية لدى فئة ليست بالقليلة في حضرموت التسامح والخلق الحسن وصار الدين لدينا ليس دعوة بالموعظة الحسنة بل قال لنا قدوتنا فلو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك .
فدين حضرموت استقطب الملايين بالحكمة والموعظة الحسنة فلم يدخلوهم الاسلاف الحضارم لديننا بالسيف أو بالإكراه بل بالترغيب والقدوة الحسنة .
وقد ذهب الاسلاف معمرين الارض بالسلوك والأمن والأمانة والسلم والسلامة لا يحملون أحزمة ناسفة ولا يركبون المفخخات ودخل مئات الملايين حضرموت وحملوا ثقافتها .
بثقافة الأمانة والتسامح سادوا بمناطق مهجرهم والشتات الحضرمي .. فالحضارم صاروا أعلام ورموز لشعوب الشرق والعالم يفتخر بهم ويحق لمن ينتسب لهؤلاء الفخر بهم وبطريقتهم .
نقول لمن يحمل ذلك الفكر المناقض لمنهاج حضرموت منهاج العفة والامانة التي اشتهروا بها فلم نسمع يوما ان دعاتنا احلوا سرقة البنوك او المال العام من وقف شرعي أو حكومي أو نهبوا مؤسسات الشعب .
بل هم رحماء بمن خالفهم يتسمون بلين العريكة وعفة اللسان يبذلون العطاء الجزيل لله وخدمة الرحمن من حر مالهم يبنون بالتقوى ديار الرحمن ومساجده يتسمون ببشاشة المظهر والخجل العفيف .
وكانوا للاخرين اسوة حسنة .
ومن الرحمن التوفيق .