كان قلماً جريئاً،وناشراً شجاعاً،لقضايا البسطاء والمقهورين والمغلوب على أمرهم..همومهم اليومية وتطلعاتهم في حياة كريمة،وكان سباقاً في فتح صفحات جريدته(الأيام)لأحتضان تغطيات وتناولات الشرارة الأولى لحراك أبناء الجنوب في العاصمة الحضرمية"المكلا"مطلع يونيو1996م حينما أمتلأت شوارعها بالتظاهرات السلمية،وحينما سقط أول شهيدان للحراك الجنوبي عصر27أبريل 1997م وسط مدينة المكلا..وبنفس الجسارة تبنى نشر تغطيات وكتابات مواكبة للأنطلاقة الكبرى للحراك الجنوبي من عدن2007م لتعم مدن وبلدات محافظات الجنوب كله..وكانت أثمان تلك المواقف باهظة علية وأسرته و"الأيام" بعد أن وضعه نظام "صالح"في فوهة أستهدافه،فتعرض للسجن ونجله قبل أن تحاك له حزمة الدعاوى الكيدية التي أشبعته جرجرة للمحاكم،ولفقت لحارس منزله بصنعاء"المرقشي"تهمة القتل وحُكم عليه بالأعدام،وتم إيقاف[الأيام]قبل عامين وحتى اللحظة،وقائمة التنكيل والتضييق عليه وشقيقه وأسرة الجريدة ذائعة الأنتشار تطول..وتطول!!
كان"أبوالباشا"رحمة الله عليه مدرسة قائمة بذاتها في المهنية الصحفية وفي الأمتثال لقيّمها العالية،ولقد تعلمت وأستفدت منه ومن"الأيام"الكثير عند إلتحاقي بها مراسلاً وكاتباً وأشعر أن رحيل"هشام"ليس خسارة كبيرة على أسرته و"الأيام"الجريدة والمؤسسة وصحافة عدن والصحافة الجنوبية وزملاءه وأصدقاءه فحسب بل وخسارة كبيرة جداً على القضية الجنوبية والجنوب كله!! رحم الله هشام محمد باشراحيل رحمة الأبرار وتغمده بواسع مغفرته ورضوانه وأسكن روحه جنات الخلد وألهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبروالسلوان ..
إنا لله وإنا اليه راجعون.