حينما طالبنا كإعلام ومجتمع وطالبت قيادة محافظة عدن بعودة الحكومة فقد كان الهدف هو ان تسهم هذه الحكومة رغم اقتناعنا بفسادها وهزالتها بدورها في معالجة الأزمات الخانقة التي صنعتها واختلقتها هي ورموزها في مجالات الكهرباء والنفط والمياه ،ولم يكن الهدف أبدا هو إعطائها صك الوطنية ومنحها فرصة لممارسة المزيد من التآمر ضد الجنوب وقضيته.
حينما قلنا لتعد حكومة الشرعية التي كلفها الرئيس هادي لإدارة شؤون عدن والمناطق المحررة فذلك كان من منطلق علاقة التكامل في الأداء ،ولم نكن نعني عودة احمد عبيد بن دغر لممارسة فساده في الإثراء غير المشروع على حساب الوطن الجنوبي المسحوق الذي مازال هو حتى اللحظة يسهم في سحقه عبر تنفيذ صفقات بيع ثرواته النفطية في حين تعيش عدن والمحافظات المجاورة لها أزمة خانقة في هذا المجال كما لم نطالب بعودته لنمنحه حق الدفاع عمن يمارس الفساد بعدن وأخواتها ويتلذذ بتعذيب أهلها.
عندما قلنا لتعد الحكومة فكنا نريد عودة حسين عرب وزير الداخلية ونائبه علي ناصر لخشع ليكونا إلى جوار شلال والحالمي ويسهما بخبراتهما وإمكانياتهما في تعزيز الحالة الأمنية في المحافظات الجنوبية المحررة ،ولم نقل ليعد عبدالرقيب فتح وزير الإدارة المحلية ورموز الإصلاح لتنفيذ خطة تمكين الإصلاح من مفاصل القرار والتي كان آخرها يوم أمس الأحد عبر تنفيذ مؤامرته الخبيثة بتمكين عناصر الإصلاح وجميعاته الخيرية المشبوهة من برامج الإغاثة ،وشطب لجنة الإغاثة الرسمية التي يرأسها محافظ عدن ومنع وكيل المحافظة نائب رئيس لجنة اغاثة عدن من دخول المعاشيق بهدف تمرير هذه المؤامرة و منح الإصلاح فرصة تلميع صورته إضافة إلى تمكينه من استعادة عافيته بعد هزائمه المتلاحقة شمالا وجنوبا.
حينما قلنا لتعد الحكومة فكنا نعني عود الوزير مراد الحالمي وزير النقل لقيادة مهمة إعادة تأهيل وتشغيل مطار وميناء عدن ـولم تكن غايتنا ان يأتي إلينا من يحاول ابهات دور المقاومة الجنوبية وسرقة انتصاراتها واهانة قياداتها أمام بوابة قصر المعاشيق وكأنهم يتسولون الصدقات ممن كانوا في حضن عفاش إلى قبل أشهر قليلة.
قلنا ليعود وزير الثروة السمكية فهد كفاين لانتشال وضع الثروة السمكية واستعادة اصولها باعتبارها احد أهم مصادر الدخل القومي للجنوب،ولم نكن نعني عودة راجح بادي ليدير وزارة الإعلام ويعيد ترتيب أوراق الإصلاح إعلاميا من داخل الجنوب بعد النجاح في ترتيبها خارجيا.
قلنا نريد عودة الحكومة لتعود الخدمات من مياه وكهرباء ومشتقات نفطية بالاستفادة من الدعم الذي تأخذه هذه الحكومة من التحالف والمجتمع الدولي باسمنا ولم نطالب بعودتها لتهيئة ظروف عودة الإصلاح والمؤتمر وإعادة تدوير مخلفاتهما على حساب دماء الشهداء و آلام الجرحى وبطولات القادة الشرفاء والمناضلين الأبطال .
قلنا ومازلنا نردد نريد حكومة تخدم عدن وماجاورها انطلاقا من مهامها ولم نطالب بعودة عصابة تتآمر وتحيك المكائد ضد شعب مقهور ومسحوق.
بوجود حكومة بن دغر في معاشيق فقد تحولت هذه المنطقة الى مصدر خطر على الجنوب وقضيته ،وبالتالي فاما على هذه الحكومة ان تراجع حساباتها وتعود الى رشدها ،أو ان يراجع الشارع الجنوبي والعدني حساباته في موقفه منها ومن وجودها.