لماذا هذه المكانة للرسول (1)

2016-06-06 13:13

 

أولاً: اللهم صل وسلم وبارك وترحم على محمد وعلى آل محمد.

ثانياً: سؤال يراود الكثيرين - وخاصة الذين لا يلمون سنة الله في ابتلاء الخلق وتمحيصهم- قائلين: ولكن لماذا هذه المكانة؟!

يعني بصراحة يرون أن الله قد أعطى النبي فوق ما يستحق، من أمور سيأتي بيانها- وبعضهم ألحد بسبب هذه الحقوق التي لم يعرف سرها الإلهي- فهذه الحقوق عندهم تشكك في رسالته!

إذ عندهم، كيف يقرن الله اسم رسوله محمد مع اسمه تعالى في الشهادتين والأذان والتشهد في الصلاة ، بل السلام والصلاة تكرر في التشهد الأول والثاني على النبي محمد وآله، وكيف منع الله التقدم بين يدي رسوله، وأمر بطاعته كما يطاع الله، وهدد بإحباط الأعمال لمن يرفع صوته فوق صوت النبي وأعطاه الخمس والفيء وأجاز له ما لا يجيز لأحد...الخ، بل أعطى أهل بيته أيضاً الصلاة عليهم معه ونصيبهم في الخمس وأمور أخرى-

ثالثاً: هذه الأسئلة من المشروع طرحها- وكل سؤال صادق مشروع- سواء عن الله أو دينه أو كتابه أو رسوله.. والذي يمنع طرحها هي الوسوسة الشيطانية - وباسم الدين- حتى لا تكتشف أسرار الله في خلقه ولا تعرف سننه، ولا تستطيع أن تجد العلم (المخفي وأسرار الله في خلقه) إلا بمثل هذه الأسئلة الصادقة

نعم لهذه الأسئلة مفسدات، وأكبر مفسداتها التكبر، أي طرحها بكبر وعصبية وحسد ..الخ، لا تسأل تكبراً، فالله لا يهدي المتكبرين إلى أي جواب صحيح، وإنما يضل الله المتكبرين بكبرهم كما أضل إبليس بكبره مع أنه كان من أعبد الخلق، فالكبر عدو الله الأكبر، ومن الكبر تنتج كل المفاسد من كذب وظلم وإفساد وانحراف عن منهج الله ورضواه، فلا يتيح لك الكبر الوصول إلى أي جواب كامل.

نعم بهذه الأسئلة الصادقة سيتم التعرف من خلالها على أسرار الله في خلقه وخاصة سنته الأولى فيهم وهي ( الابتلاء بمشتقاته من التمحيص والفتنة والتمييز والاستدراج ..الخ)

رابعاً: سنة الله في خلقه ليست هدايتهم جميعاً ({لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا } [الرعد: 31] ) لابد أن تعرف هذه الحقيقة أولاً ؛ التي لا يعرفها أكثر المسلمين

وإنما سنة الله في خلقه ابتلاؤهم جميعاً

تمحيصهم جميعاً

تمييزهم جميعاً

ليتميز الخبيث من الطيب - وكل هذه لها أدلتها القرءانية كما سيأتي، ولها أسرارها الإلهية.

خامساً: ثم يستعمل الله هذا الطيب ( وإن قل) في طريق طويل جداً لا ينتهي بالوصول إلى الجنة، وإنما يتجاوز ذلك إلى رضوان الله، وإذا دخل الإنسان في رضوان الله، لعل له وظائف أخرى أكبر من وظائف الملائكة، فلن يأمر الله الملائكة بالسجود لآدم إلا لوجود سر في هذا المخلوق (آدم ) يتجاوز منزلة الملائكة، ويفتح لها أسرار الزمن القادم السحيق في الأبد، وهذا موضوع آخر قد نفصله لاحقاً

دعونا الآن في تلخيص الأسئلة السابقة في سؤال وهو:

لماذا هذه المكانة لرسولنا محمد صلوات الله عليه وسلامه على آله، الذي هو عبد من عبيد الله، أرسله الله برسالة ليبلغها ، فما الذي جعله يشترك مع الله في وجوب الطاعة والاتباع والمحبة ودخوله في الشهادة والأذان والتشهد ..الخ أليس هذا من الشرك؟

الجواب في المقال القادم